أحنّ إلى مكان
لست واثقة حتى من وجوده،
لكنني أعرف تمامًا أنه كان موجودًا يومًا…
في حضن أبي.
ذاك الحضن الذي لم يكن مجرّد ذراعين،
بل أرضًا أرتوي فيها،
سماءً تُنبت بداخلي الطمأنينة،
وصمتًا يُحبّني دون شروط.
كان جسدي يُحَب فيه دون خجل،
تُحتَرم مساحاتي دون أن تُغلق،
وأخطائي تُغفر قبل أن أعتذر.
هناك فقط،
كانت روحي تُفهم من النظرة الأولى،
من رعشة يده على كتفي،
من دقات قلبه الهادئة وهي تقول لي:
"أنا هنا... لا تخافي."
أحنّ إلى هذا المكان،
إلى هذا الأب،
الذي كان البيت حين خذلتني البيوت،
والصديق حين صمت الجميع،
والأمان حين لم أفهم حتى نفسي.
لست واثقة إن كنت سأجده مرة أخرى،
لكنني متأكدة…
أن كل الحنين في صدري
يعود إليه.