آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ نفاق السراب
  • ق.ق.جدا/ غيبوبة
  • تغريد الكروان: رحمة تتنزل
  • التعامل مع ورق الشفااف
  • بأن تثق ..
  • لولا التأني ..
  • شتراوس بالزنجبيل احمدك يا رب - ابنك مجنون يا حاج - الحب هو الغاز الذى نشعل به البوتجاز -)
  •  قراءة نقدية في رواية "البتراء"
  • دنيا ومتلونة
  • خاتم ...
  • فيروز هي بلدي
  • ميشيل سافيني .. رمز الدبلوماسية الراقية
  • النتيجة سيخسرون
  • قلوب قاسية على الأرض
  • كأنني لم أكن... فقط ظلٌّ يمشي فوق الأرض.
  • بين الوطن والمنفى.. عامٌ من الغياب والبصيرة
  • ناجحوا التيك توك القدوة
  • تغريد الكروان: مرآتي
  •  عائلة يعقوب (بني يعقوب) سيئة السمعة
  • تغريد الكروان: اللامبالاة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمود نبيل
  5. جوازة ملعونة

يُقال إن الشخص اللي بيأذي الجِن، الجِن بيرجع وبينتقم منه.. وبيخليه يدخل في دايرة مش بيعرف يخرج منها أبدًا، بيطلعوه مجنون وسط البشر؛ لإن الحجاب اللي بينا وبينهم بيتشال، وبيقدر يشوفهم ويشوفوه.

...

أنا غلطان إني رجعت بورسعيد تاني، ما أنا عارف نفسي فقري، لو ما كنتش رجعت، ما كنتش قابلتها.. الله يخرب بيتك يا حسن، وبيت شورتك الهباب!

كنت بقول الكلام ده لنفسي، وأنا واقف على باب بيت نوال اللي المفروض هي مراتي.. الباب اتفتح ولقيت نفسي واقف قدام واحد معرفوش.. فسألته:

_ هو حضرتك مين؟

= إنت اللي مخبط على بيتي يا أستاذ.. إنت اللي مين؟

_ هو مش ده بيت نوال؟

= أيوه.. إنت تعرفها منين؟

_ أعرفها منين؟.. أكيد أعرفها، نوال تبقى مراتي.

= ههههههه.. تبقى مراتك إزاي عدم المؤاخذة؟

_ إيه اللي إزاي؟.. وبعدين إنت مين؟

= أنا والد نوال، واللي إنت بتقول عليها مراتك دي ميتة بقالها سبع سنين!

_ إنت بتقول إيه؟.. أكيد إنت تقصد نوال تانية.

= جايز.. طيب، إنت مش معاك صورة ليها؟

...

خرجت التليفون من جيبي، وفتحته ووريته صورتها، الراجل بان عليه الصدمة وبعدها قال:

_ دي بنتي فعلًا.. بس هي إزاي مراتك؟.. أُقسملك إن بنتي ميتة بقالها سبع سنين!

...

في اللحظة دي، شفت نوال واقفة ورا الراجل ده وبتبتسم بخبث، وفجأة...

#جوازة_ملعونة

(القصة كاملة)

أنا مش عارف أروح فين تاني؟ زهقت من كتر اللف والمشاوير، سني كبر والهموم هدّت حيلي، كبرت ولقيت نفسي وحداني.

الله يرحمك يا فوزية، كنتِي ونيسي في الدنيا دي.

أنا بشندي.. أتمنى تكونوا لسه فاكريني، وفاكرين اللي مريت بيه اللي ماكانش قليل، وعارف وفاهم إن اللي جاي صعب.. بس أنا ما عنديش حل تاني، أنا راجل وحداني، لا عيل ولا تيل، يعني ما حدش هينزل يشتغل ويصرف عليا.

كنت بدوّر على شغل كل يوم، بس من غير فايدة. للأسف، أول ما كنت بروح أدور على شغل، أول حاجة كنت بتسأل عليها: "سِنك كام؟"

وبعدها كنت عارف إني هترفض.

لحد ما جالي تليفون من واحد عزيز عليا:

_ ألو، مين معايا؟

= لا ده أنا كده أزعل منك! معقول حذفت نمرتي من عندك؟

_ متأخذنيش، الأرقام كلها اتمسحت والله.

= طيب، مش بتشبّه على الصوت؟

_ لو على اللهجة، فإنت من بورسعيد.. لكن صدقني أنا مش قادر أركّز.

= أنا حسن يا عم بشندي.

_ إزيك يا حسن؟ عامل إيه يا واد؟

= الحمد لله يا عم بشندي، زي الفل.. إنت أخبارك إيه؟ طمّني عليك.

_ تعبان يا حسن.. من بعد ما سِبت المينا وأنا اتبهدلت، والولية ماتت.

= لا حول ولا قوة إلا بالله.. البقية في حياتك يا عم بشندي.

_ حياتك الباقية.

= طيب، إنت بتشتغل إيه دلوقتي؟

_ مش بشتغل، للأسف.. أنا قاعد بقالي فترة في البيت.

= معقول الكلام ده؟ وبتصرف منين؟

_ بتدبّر يا ابني، الحمد لله على كل حال.

= طيب ما ترجع المينا تاني يا عم بشندي؟ هو في حد يعني هيقول لعمّي بشندي "لأ"؟

= ومالك واثق وإنت بتقولها كده ليه؟

_ مش حوار ثقة، بس إنت لو جيت وقلت على شغل، هتلاقي مكانك موجود.

= طيب، سيبني أفكر، واللي فيه الخير يقدمه ربنا.

...

قفلت مع الواد حسن، وأنا بفكر.. طيب ليه ما أرجعش المينا؟ وأهو اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش.

فضلت أفكر لحد ما كبس عليا النوم ونمت. فتحت عيني على صوت دوشة وطبل وزمر.. ماكنتش فاهم أي حاجة، لقيت نفسي قاعد في كوشة، وجنبي واحدة ملامحها مش باينة، أو أنا اللي مش قادر أشوف ملامحها.

ولما بصيت حواليّا، شفت ناس شكلها غريب.. دول مش بني آدمين.

كنت عايز أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لكن لساني كان معقود، ماكنتش عارف أتكلم.

لحد ما لقيت اللي قاعدة جنبي دي مسكتني من إيدي، حسيت إن في كهربا مسكت في جسمي كله، وفي لحظة، المشهد كله اتبدل، ولقيت نفسي واقف قدام مراية في حمام.

كنت بغسل راسي تحت الحنفية، ولما رفعت وشي للمراية، شفت في الانعكاس نفس الست من تاني، كانت واقفة، وشها مش ظاهر، ولابسة فستان فرح، واتكتب على المراية: راجية.

...

صحيت من النوم على صوت رنّة تليفوني، واللي كان بيتصل هو الواد حسن، رديت عليه:

_ خير يا حسن؟

= أنا كلمت الريّس توفيق، وهو رحّب جدًا، وقالي: "يا ريت يرجع"، أهو شغل وجالك لحد عندك، بلاش ترفُض النعمة يا عم بشندي.

_ حاضر يا حسن، هشوف الدنيا وهكلمك.

...

قفلت معاه، وأنا واخد القرار: أنا هرجع بورسعيد من تاني.

ولسه كنت هقوم من مكاني، لكني سمعت صوت همس في وداني بيقول:

_ هتروح تاني؟ إيه، ما بقتش تحلم بمركب الخواجة؟

الهمس رجّعني سنين لورا، وافتكرت حكاية مركب الخواجة، والأيام الصعبة اللي عشتها هناك، واللي كانت البداية في كل حاجة حصلت بعدها.

بس أنا ما عنديش حل تاني، الفلوس اللي معايا قربت تخلص.. إيه؟ هنزل أِشحت؟ ولا هطلب من الجيران يآكلوني؟

قمت دخلت الحمام، وضبطت دنيتي، وجهّزت الشنطة، وعلى بالليل اتحركت على بورسعيد، رجعت من تاني لنقطة البداية.

نمت وأنا في العربية عشان الطريق كان طويل، وللأسف حلمت تاني..

شُفت نفسي واقف قدام بيت وبفتح بالمفتاح، ولما دخلت، لقيت البيت كله ضلمة. كنت ماشي وعارف أنا رايح فين؟.. كأن البيت ده بيتي.

لحد ما فتحت واتصدمت.. لما شوفت جثة عيل صغير على السرير، وكان غرقان في دمه، وفي واحدة قاعدة قدامه على السرير وعمّالة تضحك.

ولقيتها بتبصلي.. مسخ، عبارة عن مسخ قاعد قدامي، ونطقت اسمي بصوت مهزوز وقالت:

_ مستنياك، يا بشندي.. مستنيااااك...

...

فتحت عينيّا على إيد بتهزّني بقوة، وصوت بيقولّي:

_ إيه يا عم؟ إنت ما نِمتش قبل كده في حياتك ولا إيه؟

بصيت جنبي، لقيته شاب في العشرينات، وبيقولي بلهجة بورسعيدية:

"صباح الخير، إحنا وصلنا بورسعيد."

نزلت من العربية، وأنا مش عارف ليه قلبي مقبوض. وخايف؟ تسألني من إيه؟ هقولك: ما أعرفش.

طلّعت تليفوني واتصلت بحسن، وقلت له:

_ حسن، أنا وصلت بورسعيد.. هو إنت فين؟

= حمد لله على السلامة يا عم بشندي، أنا بلبس أهو ونازل الشغل.

_ طيب تمام، على العموم هقابلك هناك.

= حبيبي يا عم بشندي، تسلملي.

أخدت توك توك من على أول الشارع، وطلبت منه يوديني المينا بتاعت بورسعيد.

وأول ما وصلت هناك، قابلت الحبايب كلهم، سلمت عليهم واحد واحد، وكنت فرحان إني رجعت وسط الناس دي من تاني، عشرة العمر اللي ما بينا أهم من أي حاجة تاني.

وبعد ما خلصنا السلامات، لقيت الأستاذ توفيق بيقول لحسن:

_ هتاخد عمك بشندي، وتوديه السكن عشان يرتاح شوية، وإن شاء الله من بكرة يمسك الشغل.

= حاضر يا أستاذ توفيق، إنت تؤمر. يلا بينا يا عم بشندي عشان أسكنك.

_ يلا بيني.. خير إن شاء الله.

...

اتحرّكت أنا والواد حسن على مكان السكن الجديد، أصل عرفت إن السكن اللي كنت ساكن فيه أنا وفوزية -الله يرحمها- ساكن فيه واحد تاني دلوقتي.

فضلنا ماشيين أنا وحسن، وهو عمّال يرغي كالعاده، لحد ما وصلنا للسكن، واللي كان ما يختلفش كتير عن اللي قبله.

وبعد ما حسن اطّمن عليا، استأذن مني عشان يرجع المينا من تاني.

بس قبل ما أقفل الباب، لمحتها.. كانت ساكنة في البيت اللي قصادي على طول، ست جميلة تحل من على حبل المشنقة، بس كان باين عليها الحزن والهم.

ومن كتر ما أنا باصص عليها، هي أخدت بالها، قامت وراحت ناحية الشباك وقفلته، بس جمالها كان لا يُقاوَم.

لدرجة إني كنت بشوفها وأنا صاحي، وأنا نايم.

بس النوم غلبني ونِمت.

لكن المرّة دي، اللي شوفته في الحلم كان مختلف.. شفت نفسي واقف على جبل، وفوزية كانت واقفة قصادي، لابسة أبيض في أبيض، وبتبتسم.

كنت أول مرة أشوفها بتبتسم في حلم.

قرّبت منها، وكنت لسه هتكلم معاها، لكن فجأة الدنيا ضلمت، ولقيت سكينة اتزرعت في قلب فوزية!

صرخت، وجيت أقرّب منها، لقيت إيد زقتني، وقعتني من فوق الجبل...

وفوقت على صوت خبط على الباب، ولما فتحت الباب لقيت..

لقيتها هي كانت واقفة قدامي وباين عليها إنها متضايقة، فسألتها:

_ في حاجة يا ست؟ أموري؟

= إنت مين يا جدع إنت؟ وإيه اللي جابك المنطقة هنا؟

_ سؤال غريب، هي المنطقة دي بتاعتك ولا حاجة؟

= لا مش بتاعتي يا أبو دم خفيف، بس أنا شفتك وإنت عمال تبص عليا وتبحلق، وأظن دي مش أخلاق رجالة.

_ ماقصدتش أبص عليكي، جايز إنتي فهمتي غلط ولا حاجة.

= لا أنا متأكدة إنك كنت بتبص عليا.

_ لا حول ولا قوة إلا بالله، طب إنتي جاية عايزة إيه دلوقتي؟

= مش عاوزة حاجة، بس يا ريت نحترم الجيرة وبلاش شغل البص وقلة الأدب دي بعد إذنك.

... سابْتني ومشيت قبل حتى ما أفكر أرد عليها، بصراحة أول مرة أحس إني وقعت ولا حد سمى عليا، رجعت الست دخلت بيتها وقفلت الباب، وأنا رجعت على الأوضة من تاني وحاولت أنام بس ماعرفتش.

فقمت وقلت أروح أقعد على القهوة شوية، أشربلي كوباية شاي وأروق على حالي... طلعت من البيت ورُحت على القهوة اللي على أول الشارع، وقعدت وطلبت الشاي.. لكن فجأة سمعت صوت بيقول:

_ إيه ده! أنا مش مصدق عينيّا! عم بشندي! فينك يا راجل وفين أيامك؟

بصيت لقيت الواد منعم اللي كان شغال صياد في المينا زمان.

= أهلا، إزيك يا منعم؟ عامل إيه؟ ليك وحشة والله.

_ إنت أكتر يا عمهم، فينك كده مش ظاهر؟

= كنت تايه في الدنيا والله يبني، يلا الحمد لله. بس قولي، هو إنت سِبت المينا ولا إيه؟

_ آه من زمان يا عم بشندي، ما إنت عارف الدنيا بقت صعبة إزاي، وشغل الصيد بييجي برزقه يعني يوم آه وعشرة لا، وإنت عارف المصاريف والدنيا.

= عارف يبني، كان الله في عونك. إلا قولي، كنت عاوز أسألك عن حد كده.

_ عن مين يا عم بشندي؟

= شايف البيت اللي في آخر الشارع ده؟ ده السكن بتاع الشغل بتاعي. البيت اللي قدامه بقى بتاع مين؟

_ ده بيت سيد العطار، الله يرحمه، لسه ميت ما كملش شهر. وقاعدة في البيت دلوقتي مراته نوال، أو بمعنى أصح يعني أرملته.

= اسمها نوال؟ اسمها حلو زيها.

_ بتقول حاجة يا عم بشندي؟

= لا أبدًا، أنا كنت طالب شاي واتأخر ليه؟

_ حالًا يا عمهم، هيكون عندك.

... مش عارف ليه سرحت وفرحت إنها وحدانية، ماكنتش لاقي سبب للفرحة وقتها. خلصت كوباية الشاي ورجعت على البيت من تاني، وفضلت صاحي بفكر في اللي هيقابلني بكره، وعمال أدعي ربنا إنه يسترها معايا ويعديها على خير.

وتاني يوم الصبح اتحركت تاني، بس المرة دي على المينا، وأول ما وصلت لقيت حسن والريس توفيق جوه.. وعرفت إني هستلم نفس المكان اللي كنت بستلمه زمان. ولقيت الريس توفيق اتكلم وقال:

_ في حاجات اتغيرت في المينا في الفترة اللي إنت غِبتها يا عم بشندي، عشان كده عايزك تاخد جولة في المكان.. وتشوف المراكب فين وأسمائها إيه.. فاهمني؟

= حاضر يا ريس، تحت أمرك.

... اتمشيت في المكان كتير، هو صحيح اتغير، بس أنا حاسس إني كنت قاعد هنا وما مشيتش، حاسس إني كنت موجود معاهم في كل لحظة، وهو مجرد إحساس مش أكتر.

بس لاحظت إن مركب الخواجة مش موجودة. رجعت على الكشك بتاعي واستلمت الخدمة من زميلي هناك، لسه ما يعرفنيش.

... لحد ما ليل عليّا الليل، عملت كوباية الشاي المعتبرة، وقعدت أفكر. وهفكر في إيه غيرها؟ نوال. كنت بحاول أفوق نفسي وأقول: إنت بتفكر في إيه يا بشندي؟ إنت خلاص عجّزت وشبت وراحت عليك، ودي واحدة لسه شباب، هتوافق بك إمتى يا راجل يا كركوبة؟ بس أرجع وأقول: ليه لأ؟

لكن وأنا بتكلم مع نفسي، لمحت ضِل واقف قدام الإزاز من بره، ماكنتش عارف أشوف مين؟.. قربت من الباب بالراحة وفتحته، ماكانش في حد. جايز يكون بيتهيألي.

بس في الوقت ده، بدأت أحس بنفس عالي من ورايا.

كنت خايف أبص وأشوف في إيه، لكني بصيت... نفس المسخ اللي شُفته في الحلم، بس المرة دي واقف قدامي في الحقيقة، بقى غرقان دم. وكنت لسه هتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لكن وقتها لقيت صوت عالي ضرب في وداني بسرعة وفي عقلي:

"امشي من هنا يا بشندي... امشي من هنا، إنت مش قدهم!"

وفي نفس الوقت، يرد صوت واحدة وأسمع نفس الرسالة اللي سمعتها في الحلم:

"مستنياك يا بيشندي... مستنيااااك."

كنت بجاهد نفسي عشان أنطق آية من القرآن الكريم، لحد ما قدرت أستعيذ بالله وأقرا شوية من سورة يس... وقتها كل حاجة بدأت تهدى وترجع لطبيعتها من تاني.

هو أنا الظاهر مكتوب عليّا أشوفهم على طول، خلاص مافيش منهم مفر.

خلصت شغلي في اليوم ده، ورجعت على البيت.

وقتها عملت أكتر حاجة مجنونة، ولحد دلوقتي أنا مش عارف عملت كده إزاي؟

أنا لقيت نفسي رايح ناحية بيت نوال وخبطت على الباب. شوية واتفتح الباب، وظهرت نوال وقالت:

_ إنت تاني؟ نعم! عاوز إيه؟

= اهدي شوية يا ست البنات، أنا جاي وقاصد خير.

_ خير إيه اللي إنت عاوزه؟

= أنا طالب إيدك على سنة الله ورسوله. أنا عارف إنك ست وحدانية، وأنا راجل وحداني، ومحتاج حد جنبي زي ما إنتي محتاجة راجل جنبك.

... وقبل ما أكمل كلامي، لقيت الباب اترزع في وشي. من الإحراج وشي بقى في الأرض. أخدت بعضي ورجعت على البيت، وأنا بسأل نفسي: هو إيه اللي أنا عملته ده؟

لكن ما فيش خمس دقايق، ولقيت الباب بيخبط. فتحت، ولقيت نوال واقفة، واتكلمت وقالت:

_ أنا آسفة على قلة الذوق اللي صدرت مني، بس إنت بتتكلم بجد ولا بتهزر؟

= هي الحاجات دي فيها هزار يا ست البنات؟ أكيد طبعًا بتكلم جد.

_ خلاص، أنا موافقة يا بشندي... مش اسمك بشندي برضه؟

= آه بشندي، ويا جمالها وهي طالعة منك يا ست البنات.

... ماكنتش مصدق نفسي، كنت حاسس إني بحلم.

عرفت إن نوال من المنصورة في الأساس، وأهلها توفوا وهي لسه عندها 20 سنة، وبعدها اتجوزت بس جوزها اتوفى قريب في حادثة عربية.

وعشان أنا وحداني وهي وحدانية، ماكانش عامل الوقت مهم معانا، واتجوزنا فعلاً. كان فرح كبير، حضر فيه ناس كتير من محافظة بورسعيد، وليلة كانت متتنسيش.

وبعد الفرح، دخلت أنا ونوال الشقة اللي كنت أجّرتهالها عشان نتجوز فيها على ما ألاقي حاجة ملك.

دخلت نوال الأوضة، وطلبت مني إنها هتدخل تاخد دُش الأول.

دخلت الحمام، وأنا دخلت قعدت في الأوضة شوية، لحد ما لقيت باب الأوضة بيتفتح. بس اللي دخلت عليا الأوضة دي مش مراتي، مش نوال، ده مسخ على هيئة نوال، كان بيقرب مني ببطء وبيقول كلام غريب، لحد ما وصل عندي واتكلم وقال:

_ فاكر عزازيل يا بشندي؟

... بمجرد ما نطق الاسم، وأنا حسيت إن جسمي كله اتكهرب، ده غير الزلزال اللي ضرب البيت في لحظة.

المسخ ده قرب مني على الآخر، ومسكني من رقبتي، كنت حاسس إني بموت، وروحي بتطلع، مش قادر أتنفس...

لكن في الوقت ده فوقت على صوت... صوت نوال، وهي بتقولي: مالك؟ في إيه؟

مسكت إيدها وأنا بقولها: قوميني يا نوال.

لكن سمعت صوت كان جاي منها، بتقول:

أنا مش نوال... أنا راااااجية.

... المشهد اتبدل خالص، ولقيت نفسي نايم على أرضية صلبة، حجارة. وقدّامي كان واقف آخر واحد كنت أتمنى أشوفه...

كان... يتبع الجزء الثالث.

لقيت قدامي عزازيل كان واقف، وعلى وشه ابتسامة مستفزة.. ولقيته قرب مني، وإيده طبقت على رقبتي، لكن فجأة المشهد كله اتبدل، ولقيت نفسي في الأوضة من تاني.. وجنبي نوال كانت بتفوقني، وكانت خايفة من شكلي المفزوع.. قومّتني من مكاني، وقعدت على السرير، وسألتني:

_مالك يا بشندي؟ وإيه اللي حصل ده؟

= إيه اللي حصل! هو إنتي شُفتي إيه؟

_من ساعة ما دخلت الشقة، وإنت مش طبيعي، بتقول كلام غريب، وبتتكلم بصوت مش صوتك.. ده غير عينيك.. عينيك كانت سودا كلها!

...

كنت مستغرب الكلام اللي بتحكيه نوال، عشان اللي هي شافته حاجة، واللي أنا شوفته حاجة تانية خالص.. قولت لنوال أنا هدخل آخد دش عشان أفوق شوية، وفعلاً قُمت من مكاني، ودخلت الحمام بالعافية.. فتحت الدش، ونزلت تحته وأنا بتمنى إن كل اللي أنا فيه ده يخلص.. خلصت الدش، ولبست هدومي عشان أروح لنوال، وعقلي بيقولي: فكّك من الهواجس دي، النهاردة دخلتك يا عريس!

قرّبت من الأوضة، وأنا بحاول أقنع نفسي إن كل دي أوهام.. وأول ما فتحت باب الأوضة، ودخلت، لقيت نوال بصّتلي وصرخت، وفضلت تقول:

_ابعد عني! ابعد عني!

مكنتش فاهم حاجة، ولا هي بتقول كده ليه، فسألتها:

_مالك يا بِت؟ في إيه؟

= ابعد عني، متقربش مني.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!

...

ولقيتها داخت ووقعت على الأرض، جريت عليها وأنا بحاول أفوقها، ولما فاقت، قالت كلام ملهوش تفسير عندي:

_إنت لما دخلت عليا الأوضة مكنتش إنت يا بشندي.. أنا شوفت قرد! والله زي ما بقولك كده، هو إيه اللي بيحصل بالظبط؟ أنا مبقتش فاهمة حاجة!

= ولا أنا فاهم حاجة.. قومي نامي وارتاحي، ومتخفيش، أنا مش هقربلك طالما إنتي مش مرتاحة.

_مش عاوزاك تزعل مني.. بس صدقني، أنا اللي بقولهولك هو اللي حصل.

...

سبت نوال تنام في الأوضة لوحدها، وروحت أنا نمت في الأوضة التانية.. كنت بسأل نفسي: هيفضلوا ملازمني لحد إمتى؟ نمت يومها من الإرهاق والتعب، ومحستش بنفسي غير تاني يوم الصبح، لقيت نوال بتصحيني وبتقولي إنها حضرتلي الفطار.

قُمت وفطرت معاها، كانت بتحاول تضحك وتهزر معايا عشان أنسى اللي حصل في الليلة اللي فاتت.

لكن وأنا بتكلم معاها، التليفون رن، وكان اللي بيتصل حسن، رديت عليه:

_ ألو؟ إنت فين يا عم بشندي؟

= هكون فين يعني؟ في البيت.

_ مجتش الشغل ليه النهارده؟ ده عم توفيق قالب عليك الدنيا!

= ما إنت عارف إني اتجوزت امبارح، وإنت كنت حاضر الفرح.

_ اتجوزت إمتى؟!.. ومين ده اللي كان حاضر؟

= لا بقولك إيه، أنا مش ناقص اشتغالات.

_ أنا مش بشتغلك يا عمنا.. بس أنا مستغرب كلامك ده، أنا محضرتش أفراح!

= طيب بقولك إيه؟ أقفل، أقفل.. أنا جايلك.

...

قفلت مع حسن، وقولت لنوال إني لازم أنزل من البيت ضروري، ونزلت وطلعت على المينا، وأول ما دخلت، لقيت أستاذ توفيق، كان واقف وشكله مدايق مني وعلى آخره، قربت منه وشرحتله اللي حصل، وإني اتجوزت، فقال:

_ ألف مبروك يا بشندي، بس كان لازم تعرفنا، ده شغل، وإنت فاهم ده.

= يا فندم، أنا بلّغت فعلاً، والواد حسن كان حاضر الفرح كمان.

_ حسن كان حاضر الفرح إزاي؟!.. حسن كان مع والدته امبارح في المستشفى، والكلام ده كان الساعة 6، ومرجعش غير تاني يوم!

= إزاي الكلام ده؟

_ هو إنت اتجوزت واحدة قريبتك هنا في بورسعيد؟ ولا شوفتها هنا؟

= عارف يا أستاذ توفيق، الأوضة اللي قابلنا على طول في السكن؟

_ آه عارفها.

= البيت اللي قبالها بقى، الست نوال.

...

الراجل أول ما سمع الاسم، وشه قلب ألوان، واستأذن مني ومشي، كان بيدرب كف بكف.. مكنتش فاهم في إيه؟

هي الناس دي اتجننت، ولا أنا اللي مجنون؟

...

روحت ناحية الكشك، ولقيت حسن واقف، قربت منه، واتكلم، وقال:

_ فرح مين يا عمنا؟ إنت اتجوزت من ورانا ولا إيه؟

= ولا أنا مش عايز استعباط، إنت حضرت الفرح.

_ والله يا عمنا أنا ما حضرت أفراح، طيب إنت اتجوزت مين بس الأول؟

= نوال، اللي كانت ساكنة قصادي.

_ نعم؟!.. إنت بتهزر يا عم بشندي، صح؟ قول إنك بتهزر.

= هو في حد يهزر في حاجة زي دي؟ بس أنا عايز أفهم، إنتوا مستغربين من إيه؟ مالها نوال، لامؤاخذة؟

_ مالهاش يا عمنا، بس أنا محضرتش أفراح، ودلوقتي مصمم على كلامي.

...

ولسه كنت هقوله: طب وسع عشان أتكل على الله، لقيت تليفوني بيرن، وكان اللي بيتصل الأستاذ توفيق، رديت عليه:

_ بشندي، روح دلوقتي، أنا عملتلك أجازة أسبوع تريح فيها أعصابك.

= أسبوع بس؟! ده أنا عريس يعني مش أقل من 15 يوم.

_ يا سيدي، وقت ما أعصابك تهدى وتحس إنك كويس، ابقى ارجع.

...

وقفل السكة، كنت مستغرب.. أعصابي تهدى من إيه؟ ولقيت حسن بيقولي:

_ بص يا عمنا، أنا هقولك اللي فيها.. اللي إنت بتقول إنك متجوزها دي، المفروض إنها ميتة من زمان.. جوزها قتلها، والكلام ده من زمان.

= إنت بتخرف وبتقول إيه؟!.. يعني إنت عايز تفهمني إني متجوز واحدة ميتة؟

_ وممكن تكون متجوزتهاش!

= ولا، أنا مش ناقص لخبطة.. أنا راجع البيت من تاني.

رجعت على البيت، بس لما دخلت ملقتهاش.. قلبت عليها الدنيا وملهاش أثر.. كنت هتجنن.. قعدت أفكر في كلام حسن، وأجيبها يمين وشمال، لحد ما جات في بالي فكرة، وقولت: ليه ما أروحش بيت أهلها؟ ما هي قالتلي عليه قبل كده.

نزلت من البيت، وأنا بكلم نفسي...

أنا غلطان إني رجعت بورسعيد تاني، ما أنا عارف نفسي، فقري.. لو ما كنتش رجعت، ما كنتش قابلتها.. الله يخرب بيتك يا حسن، وبيت شورتك الهباب!

كنت بقول الكلام ده لنفسي، وأنا واقف على باب بيت نوال، اللي المفروض هي مراتي.. الباب اتفتح، ولقيت نفسي واقف قدام واحد معرفهوش، فسألته:

_ هو حضرتك مين؟

= إنت اللي مخبّط على بيتي يا أستاذ، إنت اللي مين؟

_ هو مش ده بيت نوال؟

= أيوه، إنت تعرفها منين؟

_ أعرفها منين!.. أكيد أعرفها، نوال تبقى مراتي.

= ههههههه، تبقى مراتك إزاي، عدم المؤاخذة؟

_ إيه اللي إزاي؟ وبعدين إنت مين؟

= أنا والد نوال، واللي إنت بتقول عليها مراتك دي، ميتة بقالها سبع سنين!

_ إنت بتقول إيه؟!.. أكيد إنت تقصد نوال تانية.

= جايز.. طيب، إنت مش معاك صورة ليها؟

...

طلعت التليفون من جيبي، وفتحته، ووريته صورتها، الراجل بان عليه الصدمة، وبعدها قال:

_ دي بنتي فعلًا.. بس هي إزاي مراتك؟.. أُقسملك إن بنتي ميتة بقالها سبع سنين!

...

في اللحظة دي، شفت نوال واقفة ورا الراجل ده، وبتبتسم بخبث.. وفجأة،

الراجل ده مسك قلبه، ووقع على الأرض، قربت منه وأنا بحاول أفوقه، لكن الراجل للأسف مات.. الناس اتلمت، ونقلت الراجل على المستشفى، وأنا رجعت.. رجعت وأنا تايه، وبسأل نفسي: إزاي إنسان ممكن يعيش أوهام على أرض الواقع؟!

بس وقتها حسيت بالتعب، حسيت إني دايخ، والدنيا بقت ضباب من حواليّا... ووقعت على الأرض.

فوقت على إيد بتفوقني، كان واحد في الشارع كبير في السن، قومني بالعافية، وقعدني على الرصيف، وكان بيسألني: مالك؟ وفي إيه؟

لقيت نفسي بحكيله كل اللي عشته الفترة اللي فاتت، وبمجرد ما خلصت كلام معاه، لقيته ابتسم، وقال:

_ إيه رأيك في الوهم يا بشندي؟

= وهم إيه؟ وبعدين إنت عرفت اسمي منين؟

_ إنت عارف أنا مين كويس.. أنا رجعت تاني، ومش هسيبك في حالك أبدًا يا بشندي!

= عزازيل!.. إنت عايز إيه؟

_ مش عايز حاجة، أنا بس باخد جزء من حقي.

= إنت كدّاب.. أنا معشتش وهم، كل اللي فات كان حقيقة.

_ طيب، أنا هثبتلك إنك عايش في الوهم.

...

وفي لحظة، المشهد اتبدل، ولقيت نفسي نايم على السرير، وباب البيت بيخبط.. قُمت من مكاني، وأنا مش فاهم حاجة، وفتحت الباب.. بس من الصدمة اتلجمت.. هي كانت واحدة بتشحت، بس مش أي واحدة.. دي نوااال! وكانت بتقولي: "حاجة لله!"

وسمعته صوته بيقولي:

صدقتني يا بشندي؟ دلوقتي إنت في الواقع.. تعايش معاه، عشان اللي بينا لسه مخلصش... لسه يا بشندي.

...

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↑3الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
10↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑13الكاتبمدونة طه عبد الوهاب186
2↑11الكاتبمدونة نجلاء البحيري69
3↑9الكاتبمدونة داليا فاروق68
4↑8الكاتبمدونة حسين درمشاكي41
5↑8الكاتبمدونة حنان الهواري108
6↑7الكاتبمدونة غازي جابر24
7↑6الكاتبمدونة أسماء نور الدين65
8↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد58
9↑5الكاتبمدونة عبير محمد97
10↑5الكاتبمدونة عطا الله عبد160
11↑5الكاتبمدونة رهام معلا173
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1089
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني429
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب338875
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196088
3الكاتبمدونة ياسر سلمي184919
4الكاتبمدونة زينب حمدي170713
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133696
6الكاتبمدونة مني امين117530
7الكاتبمدونة سمير حماد 109743
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99646
9الكاتبمدونة مني العقدة96377
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95612

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

2360 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع