يحكى أنني بارعة في تلفيق التهم للحروف؛ فأسجنُ حرفيْن بذريعةِ الحب، وأعدم ثلاثة بدعوى ال حرب، وأحكم بالأشغال الشاقة على أربعٍ يثيرون ال فتنة، وأصدر حكماً بالسجن المؤبد على خمسةِ متلبسين بخلق ال مجاعة، وحكمتُ غيابياً على ستةٍ يتسترون على متخابر، وأحلتُ أوراقَ سبعةٍ إلى مفتي الأبجدية لتورطهم في هجماتٍ إرهابيّة، وبينَ ليلةٍ وضُحاها فُضحَ أمري، وبدأ الهمز واللمز يطالني من هذه الحروف وتلك الحركات، ومن بعد ثمانيةِ أيامٍ على ذمة التحقيق، صدر أمرُ حبسي في تاسعها بتهمة ال قوميّة ال عربيّة، وتلكَ عشرةٌ كاملة!