سلام سلاح..
أويَ المطاريد بفعلتهم إلى الجبل حيث يختبئون ليستيقظ أهل البلدة على فقدان محاصيلهم و أراضيهم وكل ما يملكون. و مازاد الأمر سوء انهم استولوا على حدود البلدة وقاموا بقطع الطريق و فرض الإتاوات. فعلوا ذلك في البلدات المجاورة حتى شعر أهلها أن هذه الشنبات ليست على رجال. حاولوا النيل من هؤلاء ولم يفلحوا فقاموا بعمليات متفرقة يسقطون أحدهم ويصيبون آخر لكن كان الانتقام يأتي سريعا من أطفال البلدة وعمالها المسالمين. حاول كبار البلدة اعادة ترتيب الأوراق ليتمكنوا من صد الهجمات الخسيسة لهؤلاء ويتوعدونهم بالقائهم في النهر.
سنوات والوضع على هذه الحال لا يتغير.
كان العمدة الجديد داهية لا يعلم أحد بنيته فقد اتخذ القرار الجريء بعد ان اتم الاستعداد لليوم الفاصل مع المطاريد الذي استفحل امرهم وبالفعل قام مع رفاقه بهجوم شامل اكتسح به الجبل الذي يأويهم و استرد حدود البلدة منهم وملك مجددا زمام امرها ولم يتوقف رغم المدد القادم من خلف الجبل من تجار السلاح إلا بعد أن ترك ندبة غائرة في وجه كبيرهم تذكره بذلك اليوم حتى لا يفكر بالعودة مرة أخرى .
هلل الجميع ورضي بهذا القدر وناموا مرتاحين
ثم فاجأ العمدة الجميع بمد يده للصلح مع زعيم المطاريد قبل ان يفكر في الانتقام ويستعد لضربة جديدة تطيح بانتصارهم عليه. وجد زعيم المطاريد في ذلك طوق النجاة الذي يحفظ له ما تبقى من ماء وجهه ذي الندبة فسيصافح المنتصر و المقابل رد كل ما أخذ من القرية واولها الارض. ابى الجميع الصلح واتهموا العمدة بالخيانة وتوعدوه بالقتل فقد نبتت شنباتهم مرة أخرى.
لم يلتفت لتهديداتهم فهم دائما يتحدثون ولا يفعلون و في النهايه نحن حميعا أهل قرية واحدة. القرية التي كان سنويا يطمئن على قدراتها في مواجهة المطاريد عدوهم اللدود رغم الهدنة بينهم.
٦ اكتوبر ١٩٨١. العرض العسكري السنوي استعراض القوة واليقظة أمام العدو رغم معاهدة السلام. بطل الحرب و السلام بين ابنائه و قادته يحتفلون بالنصر
تشق الطائرات سماء العرض الذي امتلأت أرضه بمركبات عسكرية من كل الأنواع فالتحمت أرضه بسمائه تشيع الأمن في نفوس المواطنين وتثير ذعرا في نفوس عدوهم. ولكن كان للخيانة كلمة أخرى ليست ابدا كلمة سواء. الخيانة التي لم تعمل يوما لجعل كلمة الله هي العليا رغم الادعاءات. التي لم ترفع يوما أصبعا في وجه العدو الآن ترفع سلاحها للنيل ممن قهرهم و أذلهم و كأنها تثأر منه لهم. ولم لا فالكل أعوان طامعون.
أرادوا ان تكون الندبة اكبر باختيار الزمان والمكان و لكن خابوا وخسروا فقد كان تكريما مستحقا أن ينال الشهادة وهو بكامل زيه العسكري المعد للاحتفالات ووسط جنوده ويوم نصره وكأنه كان في أرض المعركة وكأنه لم تمر ثماني سنوات وكان استشهاده في يوم النصر واستعادة الارض ابلغ دليل على خسة البعض من أعوان المطاريد وشرف لا ينتهي من البعض الآخر الذي دائما ما يجود بالجهد والدم والروح
عزف سلام الشهيد من أجل البطل و كرم التكريم الإلهي الذي استحقه. وسيلاحق الخزي والعار قاتليه مدى الحياة وحتى تلتقي الخصوم.
إلى الملتقى باذن الله في حديث آخر ذو شجون.