نعم.. الموت قادم لا محالة. هو أمر ليس خاضع للتوقعات. لِم تدَّعي أن خسارة مادية أو إخفاقا علميا أو حتى فشلا عاطفيا سبَّب لك اكتئابا و قربك من الموت؟ هو له موعد محدد لا يُقرِّبه حزن ولا يبعده فرح. إنه حاصل حاصل. فما المفاجأة في ذلك. فلا داعي لانتظاره. عليك بغرس الفسيلة كل يوم. واعلم أن الله ما ابقاك إلا لحكمة بالغة فاحرص على أن تعرفها بالسير في الطريق. اعمل مهما قَست الظروف فلك دور خلقت من أجله لن يقوم به غيرك فلا تترك الحياة دون أن تسد هذا الفراغ. قبل أن تضع بصمتك الفريدة التي لا تشبهها بصمة منذ خلق آدم وحتى قيام الساعة. ألا يدلك هذا على مدى أهميتك وتفردك ؟ أنت لست رقما في التعداد. أنت كيان ذو قيمة مهما حاول البعض أن يقلل من قيمة هذا الكيان فهم ليسوا أعظم شأنا منك إلا بالعمل فلا تقلل أنت من قيمة نفسك بالركون للمثبطات. لو كان الموت سيئا ما كانت السعادة لولادة مولود جديد وقد علمنا أن الموت مصيره. هي أعمار و أقدار تكتب والجنين لايزال في رحم أمه بل هو مقدر في اللوح المحفوظ. فلا معنى لبغضه أو حبه.
ومن قال أن الموتَ موتٌ؟ إن الموتَ حياةٌ أبدية. هو لقاء بالأحبة. قرب من الله فكن مستعدا لهذا القرب و هذا اللقاء بقبول الهدية. بالرضا بهذا العطاء و هذه المنحة الإلهية. بقبول الحياة. عشها و انعم بما رزقت فيها فلَم يُخلق إلا من أجلك، ولولاك لما أوجده الله. وما جُعلت المِحَن إلا لشد عودك و صقل روحك وإخراج أجمل ما فيك فتتعرف أكثر على امكانياتك و لتعلم ان الحياة بحلوها ومرها هي طريقك لحياة ابدية خالية من منغصات الدنيا إن سرت على المنهج وتتبعت الخريطة فهما الكتالوج الإلهي لحياة سعيدة. أسأل الله أن يبيض وجهك بالعلم النافع والعمل الصالح ومحبة الإله.