٤. القصة الرابعة
استيقظت الطفلة الصغيرة على صوت عصافير الصباح التي دائما ما تغرد بالقرب من نافذتها حيث الشجرة الكبيرة القريبه. لكن الصوت اليوم يبدو أقرب و أوضح رغم ضعفه و رقته. أطلت برأسها الصغير وظلت تتبع الصوت. تنصت بأذنيها وتدقق النظر هنا وهناك . لكنها لم تجد شيئا. ظلت هكذا بضعة أيام دون جديد. وذات صباح لمحت عصفورة تحمل قشة صغيرة في منقارها وتتلفت يمينا و يسارا وتتحرك بتردد على أحد أفرع الشجرة حتى كادت تختفي وسط الأغصان والأوراق المتداخلة. إلى أن توقفت عند عش صغير يبدو أنه لم يكتمل بناؤه بعد. و ما أن وصلت العصفورة حتى بدأ ت تزرع القشة بحرفية بالغة في الفراغ المتبقي من العش. واذا بفرخين صغيرين جائعين قد رفع رأسيهما لأعلى بأفواههما المفتوحة. فقد تعرفا على أمهما رغم أعينهما المغمضة. فبدأت بإطعامهما بالقليل من الطعام المخزن في فمها الصغير . انتهى الطعام لكن لم ينته جوع الصغيرين فلم يشبعا بعد، وقبل أن تتعالى أصواتهما مرة أخرى كان العصفور الأب قد أتى لأداء نفس الدور من الإطعام والبناء. تعجبت الصغيرة كيف تعلمت العصافير البناء وتخزين الطعام وإطعام الصغار. وظلت تتابع تلك الأسرة الصغيرة يوما بعد يوم وكم أضحكها تعثر الصغيرين في أولى محاولاتهما للطيران و لاحظت كيف كسى الريش جسديهما حتى رأتهما أخيرا وهم يحلقان بعيدا بكل حرية و انطلاق .