جملة من فيلم " الثلاثة يشتغلونها " اضحكتني كثيرا ولازالت تضحكني عندما اتذكر المشهد لكنها ايضا استفزتني بشدة.
كانت " نجيبة " الأولى على الثانوية العامة نتيجة أنها _حافظة مش فاهمة _ و نظام التدريس و الامتحانات يدعم بشدة هذا المبدأ.
و قد تعدى ذلك فكرة الدراسة ليشمل كل مناحي الحياة عندها ولم لا وهو الطريق الذي أوصلها للتفوق والنجاح. فكانت فريسة لكل التيارات والايدلوجيات العلماني و الاشتراكي و الأصولي المتشدد ممن يدعون ايمانهم بهذه الأفكار و لكنهم يقولون مالا يفعلون، كل يحركها في اتجاهه و يتحكم في شخصيتها ويشكلها بما يبثه فيها من أفكار و قد اعتادت أن لا تستعمل الا جزء الذاكرة فقط من عقلها وهو جزء ضئيل جدا و عطلت الفهم والاستيعاب والتحليل والقياس حتى صارت ذاكرة بلا وعي. تردد و تتعنت انحيازا و يقينا منها أنه الصواب المطلق، ثم لا تلبث هذه الأفكار أن تتغير إلى النقيض وهي لازالت تتشدد في كل مرة.
في الحياة وليس الأفلام شاهدت افكارا وفتاوى متشددة ظلت
تتردد على كثير من الألسنة ثم لم تلبث هذه الألسنة و الأبواق ان غيرت بكل بساطة ما دعت اليه لسنوات.
شاهدت من يحرم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف واعياد الميلاد واي مناسبة سوى العيدين لكنهم يتساهلون في الدماء و الأموال و الأعراض.
أما آن لنا أن نستعمل ما حبانا الله به من عقول تزن الأمور بميزان التدبر لا التقليد الأعمى وقلوب تعقل ما تؤمن به؟
لِمَ نضيق واسعا و نحرم حلالا جهلا منا و تشدقا.
سبحان من جعل المحرمات محدودة و أباح لنا مادونها من غير تحديد.
الدين ليس تجهما و تقشف لكنه طموح دون تعلق واعطاء كل ذي حق حقه.
" قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ " الأعراف(32)
أرجو متابعة الفيديو على هذا الرابط