ما السر في أنني أنظر لعينيها الساحرتين دون كللٍ أو ملل؟ وهي معصوبة الرأس بوشاحٍ بديعٍ ليس فيه إلا لونان (الأزرق والبنفسجي)، لا يظهر منها إلا عينان، ولكنهما لقلبي وعقلي خاطفان، يا لروعة هذين اللونين! أما العينان فبحران، بحرٌ فيه جذب الإحساس، وبحرٌ فيه الجوهر والماس، وما بين البحرين يجف حَلقِي شاعراً بظمأ السنين.
عرفتها بين السطور تنثر الزهور، تُطل بحروفها، وتفيض من نبعها، وينبض قلبها بارقاً بعيني.
يأخذني الحنين إليها، ومع قطرات الندى يخرج عقلي سائلاً عنها في كل صباح، وتبقى الأسئلة لا تنتهي، ونفسي لا ترتوي، ويظل بحثي قائماً وساعياً يفتش عنها بين الدروب.
أتساءل: لِمَ هي بهذا الجمال ! وذاك الإبداع!
أراها ملائكية تمشي على قدميها في صورة إنسية، وتمسك في يدها ورقة كُتب عليها أنها حورية، ويتدلي من رقبتها عقدٌ به فصوصٌ مرمرية.
لم يُكتب اسمها بين البشر، وإنما كُتب من قديم الأزل في اللوح المحفوظ بأحرفٍ من نور.
استثنائيةٌ وفريدةٌ من نوعها، وتعيش في محرابٍ وحدها، تراقب عن كثب، وحرفها من لهب، خيرها قد أتى، ونبعها قد سقى، وقلبها خلف القيود اكتفى، سيظل وشاحها معصوباً وأثرها لا يُقتفى.
يا جارة القمر! القمر لم يعد له مكانٌ أمام عينيكِ الاثنتين الجميلتين.