جلست أمامه وساقيها إحداهما تعانق الأخرى في محاولة للتحكم بأعصابها، تجاهلت نظراته التي تخترقها كمثقاب كهربائي، وجمعت شتات نفسها، تذكرت ما كان منه معها، من إهانات ومعاملة دونية، حرمان من كل حقوقها الشرعية، تذكرت كونها ما زالت عذراء، رغم مرور عام على زواجهما، رن صدى كلماته في أذنها من أنها مجرد واجهة اجتماعية لإكمال مظهره الاجتماعي والسياسي، وحدتها طوال الليالي، بينما هو يمسك بهاتفه أو يجلس أمام جهاز الكومبيوتر، سهراته التي لم تكتشف مدى قذارتها إلا من مدة وجيزة، بفضل الصدفة البحته، حين قادتها قدماها في منتصف الليل لتجده بدورة المياه تاركًا جهاز الكومبيوتر مفتوحًا على صفحة المحادثات، لتكتشف صدمة عمرها، التي لم تكن تتصورها، أو كانت تحاول عدم تصورها، إنه شاذ....
نفضت عن كاهلها كل الذكريات، وأخذت نفسًا عميقًا وبهدوء ينافس برودة الثلوج القطبية ألقت على مسامعه قنبلتها
"طلقني، وإلا سأكشف حقيقتك القذرة للجميع، لقد صبرت وسجلت كل شيء، مكالماتك الغرامية مع صديقك، وصور محادثاتك معه، لا أعتقد أن وزيرًا بمكانتك يتحمل مثل هذه الفضيحة"
تزلزل كيانه وتحطم جبروته أمامها، كقطع فسيفساء لا تجد من يجمعها
وخرجت الكلمة من بين شفتيه تحاول درء انكساره أمامها وتحمل بين طياتها حريتها
"أنتِ طالق"