صناعة المراكب عند المصريين القدماء
المراكب الشمسية أشهر الإكتشافات الحديثة مراكب جنائزية
المراكب الجنائزية تصنع من خشب الأرز اللبناني لتوصيل الملوك لجباناتهم ولبعثهم.
مركب الشمس من 1224 قطعة مغلفة بعناية تم تركيبها في عشر سنوات

برع المصري القديم في صناعة المراكب بكافة أشكالها وأنواعها, ومن المراكب عرفها المصري القديم منها:
أولا: المراكب الجنائزية :
هذا النوع يستخدم لنقل الملوك لزيارة الأماكن المقدسة الخاصة, بالإضافة إلي نقل جثمانه من قصره إلي الجبانة حيث يوجد هرمه.
ثانيا: مراكب الشحن :
تستخدم في النيل لنقل الجرانيت من محاجر أسوان, أو الألباستر من حتنوب بمصر الوسطى, أو الحجر الجيري من طره, أو لنقل المسلات من محاجر أسوان إلي معابد الأقصر والكرنك, بالإضافة إلي استعمالها لنقل العمال الذين يحفرون في الصخر للعمل في بناء الأهرامات, وهناك مراكب سافرت عبر البحار إلي جبيل( لبنان) لإحضار أخشاب الأرز ويسجل حجر باليرمو المراكب التي كان يرسلها الملك سنفرو أبو الملك خوفو إلي لبنان لإحضار هذه الأخشاب وهذه الأنواع من المراكب مسجلة علي معابد الدولة القديمة خاصة معبد الملك ساحو رع بأبو صير, بالإضافة إلي المراكب التي كانت تستعمل للسفر خاصة لبلاد بونت لإحضار البخور والزيوت العطرية والذهب.
ثالثا: المراكب الحربية:
التي استخدمت في الدولة الحديثة والمصورة بمعابد الدولة خاصة معبد مدينة هابو الذي يصور المعارك البحرية للملك رمسيس الثالث ضد شعوب البحر.
رابعا: مراكب النزهة:
للنزهة في النيل وهي ممثلة بأشكال مختلفة علي المقابر.
خامسا: المراكب الشمسية:
مراكب الشمس وهى التى عثر عليها مخبأة بجانب الاهرامات. في إحدى الحفرتين بجانب هرم خوفو والتي إشتهرت بإسم سفينة خوفو وهي مصنوعة من خشب الأرز المستجلب من جبال لبنان، وكانت مفككة وموضوعة بعناية شديدة، كما وجدت الحبال والمجاديف الخاصّة بها، طول المركب (5،43 متر)، وأقصى عرض (9،5 متر)، و عمقه (87،1 متر)، و ارتفاع مقدمتها التي على شكل حزمة بردي (6 أمتار)، و ارتفاع مؤخّرتها (7 أمتار) وتتكوّن المركب من 1224 قطعة خشبيّة أطولها (23 متر)، وأصغرها(10 سم)، والمركب عبارة عن مقصورة رئيسيّة مقسّمة إلى حجرتين: حجرة صغيرة في اتجاه المقدّمة، وحجرة كبيرة مساحتها (7 أمتار) يحيط بالمقصورة 36 عموداً على شكل وتد خيمة، وتقع مقصورة الرباّان في مقدّمة المركب، وللمركب 10 مجاديف 5 على كلّ جانب.

سفينة خوفو :
في عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة بمصر اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية, عُثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، عدد أجزائها 1224 قطعة، لا ينقص منها أي جزء, من ضمنها خمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه ومقصورة. أُعيد تركيب مركب الشمس الأولى فبلغ طولها 42 مترا، وسُميت بمركب الشمس أوسفينة خوفو, ومعروف أن السفن الجنائزية كانت تستخدم في مصر القديمة للذهاب لإستعادة الحياة من الأماكن المقدسة سفن روح الألهة, أوحت رحلة الشمس اليومية ُفي السماء إلى الأساطير التي أدمجت رع في الشمس، ونسجت أساطير وقصص حول رحلة الشمس ومراكب الشمس كما كان في عقيدة المصريين القدماء.
عثر في محيط الهرم الأكبر 7 حفرات تحوي بعضها مراكب, خمسة منها تتبع هرم خوفو واثنان يتبعان أهرام الملكات . وقد وجدت حفرتي مراكب الشمس جنوب هرم خوفو في حالة جيدة ومغلقة, من خبراء مصريين، في عملية استمرت نحو 10 سنوات . وأما الحفرة الثانية فقد فحصت في عام 1987م, وتبين أنها تحوي أجزاء مركب شمس كاملة مفككة. ومن المزمع تركيبها في المستقبل أيضا. مركب الشمس الأولي معروضة في متحف مركب الشمس بجانب الهرم ويمكن للزوار مشاهدتها. الحفرة طولية موازية للهرم من ناحية الجنوب وتبعد عنه 17 متر. يبلغ طولها 31 متر وعمقها 4و5 متر. وكانت تسد الحفرة من اعلى قطع من الحجر عرضية تستند على جانبي الحفرة الشمالي والجنوبي ، وكانت الفتحات بينها مسدودة بملاط يغلق الحفرة تماما. عدد القطع الحجرية المستخدمة في سد الحفرة يبلغ 41 قطعة كبيرة مختلفة المقاييس ؛ يبلغ مقاييسها في المتوسط 5و4 متر طولا و 85و0 متر عرضا و 8و1 متر ارتفاعا ، وتزن كل منها ما بين 15 إلى 20 طن.
كانت مركب الشمس مفككة في 1224 قطعة ووضعت في الحفرة في 13 طبقة . وهي عبارة عن مركب ملكي ذو مجاديف مصنوعة من خشب الأرز من لبنان ، وتتكون المركب من عشة وخمسة أزواج من المجاديف واثنين من زعانف التوجيه وسقالة للرسو على الشاطيء.
يصل طول المركب إلى نحو 42.3م وأقصى عرض 5.6م ، ويشابه في شكله شكل مركب البردي . وقد استغرق إعادة تركيبه نحو 10 سنوات ؛ ووضع في متحفه للعرض في عام 1982 بجانب الهرم, وتبين خدوش على المركب أنه كان يستخدم في عهد الملك, ولكن عالم الآثار المصري يعتقد بأن المركب لم ينزل إلى الماء . وتوجد أثار وبقايا لاخشاب في موقع الهرم تدل على ان المركب تم صناعته في ذلك الموقع.
في عام 1987 بينت كاميرات صغيرة أدخلت في الحفرة الثانية أن مركبا اخرا موجود ومفكك . يعتقد عالم الآثار الألماني "هاس" أنها لمركب شراعي, وبعد عدة سنوات من التجهيزات بدأت في عام 2009 مجموعة من الباحثين اليابانيين من جامعة واسيدا، طوكيو ، وبالتعاون من مصلحة الأثار المصرية فحص المحتويات.
م/ محمد صفوت