حتَّى قلبيّ
لو غُرس في أرض قاحلة لأزَّهرت
لو غُرس في رمال جافَّة
لأصبحت رمالاً رطبةً برَّاقةً
لكن لماذا رغم جماله تقطفه الوحدة
لماذا نحلة الكآبة ترغب
في أن تجعله عسلاً فذّا...
ألم تكفُّها كلّ هاته الورود
الموجودة في الطَّبيعة...؟
حتَّى قلبيّ
لو كان عصفورًا لكان عصفور الجنَّة
لو كان صوتًا لكان صوت العندليب
لو كان حيوانًا آخر لكان أوفاهم
ولو كان حشرةً لكان أسماهم
حتَّى لو كان شعرًا لكان أجملهم
ولو كان شاعرًا لكان أرقاهم
لماذا إذن قذائف الوحدة
تصوِّب قذائفها نحوه...!
لماذا جنود الضَّجر
يحاصرونه من كلِّ جهة...!
حتَّى قلبيّ
لو كان إنسانًا لكان أرحمهم
ولو كان أمًّا لكان أرّقهم وأحنهم
لو كان علمًا لكان أنفعهم
ولو كان جهلاً لكان أدناهم
لماذا إذن وحوش الكآبة تفترسه
لماذا تلتهمه بشراهةٍ وكأنَّها أوَّل مرَّة تأكل...