بص لي وقال: "هي كانت حاسة إن محدش بيحبها، وإنها كل ما تدخل في علاقة حب تفشل ومش بتكمل، وكان نفسها تكون أسرة ويكون عندها أولاد، بس فيه حاجة قالتها لي بس بصراحة أنا نصحتها وقولتلها بلاش."
بصيت له باهتمام وقلت: "قالت لك إيه؟"
قال لي: "كانت عايزة تكتب مذكراتها وتكشف فيها كل العلاقات اللي دخلت فيها، والشخصيات اللي حاولوا يرتبطوا بيها، بس هي رفضت، وفيه وافقت بس مكملتش."
المعاون وقف قدامه وقال: "قالت لك الأسماء دي؟"
هز رأسه بالرفض وقال: "لا، بس قالت لي إنها أسماء لو اتعرفت في بلاد كتير أوي هتتهز والدنيا هتولع، لأن فيه منهم مصريين، وفيه بره مصر من دول عربية تانية، وفيه ناس ليهم مناصب كبيره في البلد أنا نصحتها إنه بلاش تفتح على نفسها حرب مش قدها، بس كانت مصممة."
قلت له: "من إمتى قررت تكتب المذكرات دي؟"
قال لي: "من ٣ شهور، بس بقالها شهرين بتقطع ومش بتيجي بانتظام، والشهر ده مجتش خالص، فاضطريت أكلم صحبتها علشان متقطعش العلاج ونرجع تاني للصفر."
قلت له: "تمام يا أستاذ علي، ياريت بقى متسافرش في أي حتة، ولو افتكرت أي حاجة حتى لو كانت صغيرة هتفيدنا في القضية، ياريت تبلغنا ضروري."
هز رأسه بالموافقة ولبس النظارة ومشي.
المعاون بص لي وقال: "إيه رأيك في الكلام ده؟"
قلت له: "مفيش أي حاجة لحد دلوقتي تأكد، ده انتحار ولا جريمة قتل، بس احساسي بيقول أن الموضوع ممكن يكون أكبر من كل الاحتمالات "
قال لي: "طب تمام، خلينا نشوف تفريغ الكاميرات."
وفعلاً فتحت اللاب توب بتاعي وحطيت فيه الفلاشة.
ومكنش فيه أي حاجة تلفت الانتباه، بس قبل الحادث بساعه لقيت راجل رفيع لابس أسود في أسود، ونظارة سوداء، وكاب كبير مداري وشه دخل العمارة، وملامحه مش باينة، وكان شكله مريب. وبعدها على طول صاحبتها جت، وبعد تلت ساعة خرجت، ومفيش دقيقة، والحادثة حصلت.
لقيت المعاون بيقولي: "وقف بسرعة بص."
وقفت، لقيت نفس الراجل خرج بسرعة، ورغم أن الناس كلها كانت بتجري وتصرخ، إلا أنه كان ماشي في اتجاه تاني هادي جدًا. كبرت الشاشة، لكن ملامحه مكنتش باينة قوي.
المعاون بصلي وقال لي: "أنا هاخد صورة مكبّرة ليه، وهروح العمارة، يمكن حد يستدل عليه من السكان."