ما أقسى أن يُهدَم بيتٌ بُنيَ بالجمال والمودّة، لا لشيء… سوى غباء رجل وكبريائه.
كانت هي، ببساطة، لوحةً من صنع السماء.
فتاة ما أن تقع عليها العين، حتى يتيه البصر في تفاصيل وجهها.
جمالها لم يكن عابرًا، بل حديث الألسن منذ مقاعد الدراسة الأولى.
وكان كل من يراها يتساءل بدهشة:
"أهي حقًا ابنة عامل اليومية؟"
كأنّ النسب لا يليق بهذا الحسن، وكأنّ الجمال لا يُولد في بيوت البسطاء!
تفوقت على ملكات الجمال، لا بلباس فاخر، بل بفتنة الروح ورقّة الحضور.
كانت تمشي، فينحني الجمال احترامًا،
وكان الحسن، في حضرتها، يتلعثم ويخجل.
ثم جاء ذلك الصباح...
يومٌ ماطر، والحديث بيننا دافئ،
إلى أن نطق صديقنا بجملته التي قصمت ظهر اللحظة:
"وقع الطلاق على بنت العامل."
صمتٌ ثقيل.
ارتجّت الجلسة، ارتبكت العيون، وانكمشت القلوب.
هل قال ما سمعناه؟
أيعني... جميلة عالمنا؟!
كأن الأرض انشقت، وابتلعت معناها.
تسابقنا نحو ميدان المدرسة، لا لشيء، فقط لنقترب من الخبر أكثر.
الخبر الذي بدا، للغرابة، كأنه زفافٌ جديد، لا طلاق!
منذ متى كان الطلاق خبراً يحتفى به؟
أم أن المأساة هنا فتحت أبواباً أخرى من الطمع والأمل؟
الكل صار، فجأة، راغباً في التقدم لها.
هي لم تعد “المتزوّجة”، بل “الطليقة” — وهذا، في منطق البعض، يعيد اللعبة إلى بدايتها.
كنا صغارًا نظن الطلاق جريمة، لا تُغتفر،
واليوم… صرنا نحتفل به إن نزل على الغبي المتكبر.
لم نتأكد بعد من صحة الخبر.
لكن كل المؤشرات تقول: نعم، حدث ما حدث.
والعاقبة؟
في نظر الجميع... مسرّات.