٩. القصة التاسعة
يقود سيارته الفخمة بسرعة. ينظر في كل اتجاه. يرى الشوارع مزدانة و مبتهجة. والمولات والمقاهي شديدة الازدحام. و الكثير من الأطفال مستيقظون ويحتفلون دون اعتراض من الكبار، رغم أن الليل قد قارب على الانتصاف. إنها الليلة الأخيرة من العام . توقفت السيارة على مقربة من المنزل الكبير حيث اجتمع الأخوة والأخوات السبعة كعادتهم كل عام وأصوات ضحكاتهم تعلو، حين دق الجرس وانضم إليهم فاكتمل العدد الآن. مرت لحظات من الحنين تداعت إليهم ذكريات الزمن الجميل حين كان الوالدين على قيد الحياة. كانت الحياة صعبة و الموارد قليلة لكنها كانت مليئة بالتعاون والسعادة و الحب الذي غُرس في نفوسهم من خلال تربية واعية متزنة أنتجت أطباء و ضباطا ومعلمات ومهندسين على قدر من الإنسانية والانضباط و تحمل المسؤولية. تذكروا كيف كانوا يأكلون في طبق واحد و يستذكرون دروسهم بصمت وكل يجلس في طرف من الغرفة. تذكروا الأب وعطائه رغم عنائه في عمله البسيط و كيف كانت الأم تعد الخبز الشهي لتوفر المال، فلا يزال مذاقه الطيب في الأفواه. كيف بذلوا جميعا كأسرة الجهد الشاق في سبيل طموحات كانت تبدو بعيدة في بداية الطريق حتى استطاعوا في النهاية تحقيق الحلم .