٨. القصة الثامنة
نظرت بسعادة غامرة إلى ابنتها الجامعية وهي تدون في مذكراتها اليومية أحداث يوم قد يبدو للناظر أنه يوما تقليديا لا يختلف كثيرا عن غيره من الأيام، لكنها مع ذلك حرصت ألا تغفل شيئا من تفاصيله الدقيقة على بساطتها..
كانت الشابة الرقيقة في عجلة من أمرها فقد حان موعد التدريب اليومي على رياضتها المفضلة فخرجت مسرعة إلى النادي بعد أن طبعت قبلة حنونة على رأس أمها.
نظرت الأم إلى العديد من المذكرات اليومية الموضوعة على المكتب الصغير وهي مرتبة بعناية و متراصة بعضها فوق بعض ، فطالما قرأت عليها ابنتها العديد من صفحاتها . قلبت في الأوراق و هي تبتسم فقد تغير خط الإبنة لقد كانت الكلمات كبيرة والمسافات بينها واسعة والأحداث بالفعل كانت بسيطة، لكن فيها من الصدق والبراءة ما يناسب الوقت الذي سطرت فيه، و مع استمرارها في تقليب الصفحات و قراءة السطور تداعت إليها ذكريات مرت بهم بعضها كان سعيدا والبعض الآخر كان حزينا، لكنها مكتوبة من وجهة نظر الطفلة وقتها.
طوت الأوراق و همت بالاستعداد للذهاب إلى العمل وهي تحمل في داخلها سنوات كثيرة مضت متسارعة حتى كبرت ابنتها وتوقفت عن ممارسة بعض ألعاب الطفولة، لكنها لم تتوقف يوما عن كتابة المزيد من الذكريات.