هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • سكينة الروح
  • فما أدفأ الجهل
  • بابا - غائب أبصره
  • لا سلامًا عليكم
  • معين عشقنا
  • عد بي زهرةً... كما كنتَ لك كمالًا
  • في المقهى البعيد
  • امرأة لا يعرفها الزمن
  •  الاستقلال والذات
  •  أهوال الحرب والنزوح: فلسطين والسودان في مرمى النيران
  • وطني أنت 
  • في حتة تانية
  • الفرق بين الموت والوفاة .. تأملات
  • سعادتي أصبحت كأوراق الخريف
  • قيمة الإنسان في بساطته
  • مصر هاجرت داخلي
  • يُروى أنَّ للحُبِّ حكايةً
  • إلى المدينة الجائعة 
  • تجلي الغياب 
  • البقاء للأروق
📚 خدمة النشر الورقي من مركز التدوين والتوثيق
حوّل أعمالك الرقمية إلى كتاب ورقي يحمل اسمك ورقم إيداع رسمي ✨
اكتشف التفاصيل الكاملة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ايمن موسى
  5. حُلْمٌ عَابِرٌ - الفصل الرابع

 أمَا آنَ لهذا الضجيجِ بعقلي أنْ يَخْفُت؟

أطفأتِ الأضواءَ بالغرفةِ لتشتعلَ الأضواءُ بعقلِها، وتحيلَ رأسَها إلى سيمفونيَّةٍ صاخبةٍ...

تناولتْ هاتفَها، وضعتْ عليه سورةَ يوسفَ التي تُحبُّ سماعَها كلَّما شعرتْ بالقلقِ أو استعصى عليها أمرٌ.

احتضنتْ (مشمش) وهمستْ له قائلةً:

هل حقًّا أنا أتوهمُ ذلك؟

يا ربَّ، رفقًا بعقلي وقلبي، فما عُدتُ أحتملُ.

 

تثاءبتْ وهي تحاولُ جلبَ النومِ إلى عينيها، ولكنْ هيهات، فذلك الصَّخَبُ يملأُ رأسَها، والضجيجُ يستحوذُ على عقلِها.

لا تدري (حُلْم) هل نامتْ حقًّا أم ظلَّتْ مستيقظةً، ولكنَّها واثقةٌ أنَّ صورةَ ذلك الشَّخصِ لم تُفارقْ خيالَها لحظةً واحدةً، وصوتَ (فَرَح) ما زال يتردَّدُ في أُذُنَيْها:

"وما في ذلك؟ ستكونين كأيِّ شخصٍ من روَّاد الكوفي شوب، يتناولُ فنجانًا من القهوةِ..."

 

ثوانٍ وتتوقَّفُ الحافلةُ عند تلك الإشارةِ، تشعرُ وكأنَّ عقلَها قد أصابه الشَّللُ من كثرةِ التفكيرِ، دقَّاتُ قلبِها تعلو وتنخفضُ، وأنفاسُها تتلاحقُ كأنَّها في سباقِ الألفِ ميلٍ.

ترى هل يتهامسونَ عني؟

أثارَ استغرابَها ودهشتَها نظراتُ الرُّكَّابِ بالحافلةِ، تشعرُ وكأنَّ نظراتِهم تخترقُها، وتلك الابتساماتُ على وجوهِهم وشفاهِهم...

هل بسببي أنا؟

هل هم حقًّا يراقبونني؟

لا، لا، هم لم يلاحظوا شيئًا، بالتأكيدِ هم يتصرَّفون بطبيعتِهم، ولكنَّني أنا من تظنُّ هذا... أو يُخيَّلُ لي.

 

يا الله، رفقًا بي، وألهمني الصَّواب...

ماذا أفعل؟

ثوانٍ وتتوقَّفُ الحافلةُ عند الإشارةِ.

هل أُكمِلُ رحلتي ككلِّ يومٍ إلى البيت؟

أم أغادرُ الحافلةَ وأتوجَّهُ إلى هناك؟

هل أُثبِتُ لـ(فرح)، ولنفسي أوَّلًا، أنَّ كلَّ هذا حقيقيٌّ، وليس وَهْمًا أو من نسيجِ خيالي؟

أم أتركُ كلَّ شيءٍ وراء ظهري وأعودُ لحياتي الهادئة؟

 

حاولتْ بكلِّ الطُّرقِ أن تتوصَّلَ إلى قرارٍ، وفشلتْ... العَرَقُ يكسو وجهَها، ونظراتُ عينيها زائغةٌ، وأفكارُها مشوَّشةٌ، وها هي الحافلةُ قد توقَّفتْ.

حاولتْ — وبكلِّ جهدٍ وإصرارٍ — أنْ تتجاهلَ النظرَ نحوه، تجاهلتِ النظرَ إلى جهةِ اليسارِ حيثُ قلبُها، وحيثُ حُلْمُها أو قَدَرُها، حاولتْ أن تتحكَّمَ بتوتُّرِها.

تذكَّرتْ أنَّ العدَّ العكسيَّ من المائةِ وحتى الصفرِ يُزيلُ التوتُّر، وبدأتْ بالعدِّ من الرقمِ مائةٍ، وقبل أنْ تصلَ إلى الرقمِ ثمانين، كانت تنظرُ باتجاهِه...

 

للوهلةِ الأولى شعرتْ بالصَّدمةِ...

هو — وللمرَّةِ الأولى — ليس متواجدًا!!!

ها هي المائدةُ، وها هي أشياؤه عليها: ذلك الكتابُ، والقلمُ، والأوراقُ المتناثرةُ، حتى نظَّارتُه!

وقبل أنْ تُفيقَ من حيرتِها وتساؤلاتِها، وجدتْ نفسها خارجَ الحافلةِ باتجاهِ الكوفي شوب، والحافلةُ تُغادرُ، وكأنَّها تقطعُ عليها أيَّ طريقٍ للتراجعِ.

 

سارتْ كالمغيَّبةِ أو المسحورةِ، شيءٌ ما يجذبُها، أو قوى غيرُ مرئيةٍ هي ما يتحكَّمُ بخطواتِها...

حملتْ ذلك الكتابَ، وضعته على صدرِها وبالقربِ من قلبِها، ربَّما تحاولُ أن تُخفيَ صوتَ دقَّاته العاليةِ حتى لا تفضحَها، أو ربَّما تحاولُ أن تمنعَ قلبَها نفسه من مغادرةِ موضعِه بين ضلوعِها والقفزِ خارجًا.

 

مشاعرُ متناقضةٌ تنتابُها في الوقتِ نفسه: خوفٌ وقلقٌ، جرأةٌ وإقدامٌ، خجلٌ ممزوجٌ بالحنينِ، تشوُّقٌ ولهفةٌ لوضعِ حدٍّ لكلِّ هذا... تتقدَّمُ خطوةً وتتراجعُ خطواتٍ.

 

وفي خضمِّ هذه الأحداثِ، تلمحُ (هرةً) صغيرةً تموءُ بصوتٍ موجوعٍ، ولا تقوى على الحراكِ، ربَّما وقعتْ من مكانٍ مرتفعٍ أو تعرَّضتْ للأذى بشكلٍ أو بآخر.

لم تتردَّدْ (حُلْم) لحظةً واحدةً في حملِ (الهِرَّةِ)، والتوجُّه بها إلى صيدليَّةٍ قريبةٍ من المكان.

طلبتْ من الصيدليِّ بعضَ الضماداتِ لإسعافِ (الهِرَّةِ)، فلمحتِ الدهشةَ على نظراتِه وهو يقولُ لها:

أهي لكِ؟

 

قالتْ له: هي روحٌ قد خلقَها الله، ولا تُجيدُ التعبيرَ عن ألمِها ووجعِها، واللهُ وضعَ الرحمةَ في قلوبِنا، وقد وَسِعَتْ رحمتُه كلَّ شيءٍ، وهو أرحمُ الراحمين.

تأثَّر الصيدليُّ بكلماتِها، ورفضَ رفضًا قاطعًا أنْ يأخذَ أيَّ نقودٍ منها، وتمنَّى لها يومًا طيِّبًا وحظًّا جيِّدًا.

شكرته بابتسامةٍ ممتنَّةٍ، وهي تغادرُ إلى حيثُ وجدتْ مكانًا آمنًا وضعتْ فيه (الهِرَّةَ)، التي استسلمتْ للنُّعاسِ بعد أنْ هدأتْ آلامُها.

 

تحرَّكتْ ببطءٍ شديدٍ، مودِّعةً (الهِرَّةَ)، وأخيرًا — وبعد ثوانٍ مرَّتْ عليها كالدهر — وجدتْ نفسها داخلَ الكوفي شوب.

نظرتْ حولَها تحاولُ استكشافَ المكانِ لتختارَ مائدةً مواجهةً لمائدتِه، وبالوقتِ نفسه تكونُ قريبةً.

شعرتْ بارتياحٍ نسبيٍّ لهدوءِ المكانِ، الذي يكادُ يكونُ خاليًا من روَّادِه في مثلِ هذا الوقت، وها هي قد وجدتْ ضالتَها بمائدةٍ تجعلُها مقابلةً له، لتتبيَّنَ ملامحَه بوضوحٍ وبزاويةٍ تسمحُ لها بمراقبتِه.

 

أتى النادلُ وسألها: كيف أخدمُكِ سيدتي؟

بصوتٍ هادئٍ طلبتْ منه فنجانًا من القهوةِ السادةِ وكوبًا من الماء.

ما زال توتُّرُها لم يُفارقْها، تتملَّكُها رغبةٌ عارمةٌ في مغادرةِ المكانِ، ورغبةٌ أقوى بالبقاءِ لرؤيتِه ومعرفةِ ما سيحدثُ.

 

مرَّتِ الثواني والدقائقُ ثقيلةً، ولا شيء يتغيَّر.

حتى الآن هو لم يَظهر.

حدثتْ نفسَها قائلةً: ربَّما يتحدَّثُ بهاتفِه، أو ذهبَ لأيِّ مكانٍ وسيعود.

قطعَ حبلَ أفكارِها صوتُ النادلِ وهو يسألُها إن كانتْ تريدُ شيئًا آخر أم لا، فشكرته بابتسامةٍ خفيفةٍ.

 

انصرفَ النادلُ ليتركَها وحيدةً مع قهوتِها وحيرتِها وتساؤلاتِها.

مرَّتِ الدقائقُ ثقيلةً جدًّا، رتيبةً ومملَّةً.

أنهتْ قهوتَها وهي تتظاهرُ بتصفُّحِ الكتابِ الذي أحضرتْه معها، ولكن في الحقيقة كانت تراقبُ مدخلَ الكوفي شوب مترقِّبةً دخولَه في أيِّ لحظةٍ.

لكنْ لا شيء يتغيَّر، ولا جديدَ يحدثُ، فلا هو حضرَ، ولا حتى لمحتْ طيفَه.

 

يا الله، رفقًا...

هل كان كلُّ هذا وَهمًا وتخيُّلاتٍ لا أساسَ لها من الصحَّة؟

هل اختلقتُ كلَّ هذا على مدارِ الأسابيعِ الماضية؟

هل كنتُ باختلاقِ هذا أهربُ من الواقع؟

أم ربَّما أكونُ قد جُنِنْتُ حقًّا؟

أو هل تكونُ أحلامَ يقظةٍ كما تقولُ صديقتي (فرح)؟

 

سرعانَ ما انتفضتْ واستعادتْ ثقتَها بنفسِها عندما لمحتْ أشياءَه القابعةَ على المائدةِ، وكأنَّها تخبرُها أنَّ ما تعيشُه حقيقةٌ، وليس محضَ خيالٍ أو وَهْمٍ...

ولكنْ يظلُّ يُلِحُّ عليها ذلك التساؤل:

ترى أين هو؟

لماذا ليس موجودًا ككلِّ يومٍ؟

مرَّتْ ساعتان وهو لم يَظهر!

وإنْ كان قد غادر، فلماذا تركَ أشياءَه؟

 

للمرَّةِ الثانيةِ، يقطعُ حبلَ أفكارِها النادلُ بابتسامةٍ خجولةٍ، ليُخبرَها أنَّ موعدَ تغييرِ الشِّفتِ قد حان — أيْ ورديَّةِ العمل — وأنَّه عليه تسليمُ الفواتيرِ الخاصَّةِ بالحساب.

اعتذرتْ (حُلْم) وهي تنهضُ مبتسمةً لتحاسبه.

شعورٌ بالخيبةِ والخذلانِ يستحوذُ عليها، فها هي ستعودُ أدراجَها كما أتتْ، ولن تستطيعَ إثباتَ أيِّ شيءٍ لـ(فرح).

 

تردَّدتْ كثيرًا قبل أنْ تتوجَّهَ بالحديثِ إلى النادلِ وهي تسأله:

عفوًا، هل لي بسؤالٍ من فضلك؟

أجابَها بفضولٍ: تفضَّلي سيِّدتي، سلي ما شئتِ.

قالتْ وهي تُشيرُ باتجاهِ المائدةِ:

على مدارِ الأسابيعِ الماضيةِ، كان يجلسُ هنا رجلٌ على هذه المائدةِ، وهذه هي أشياؤه، وأتساءلُ: لِمَ هو غيرُ موجودٍ برغمِ وجودِ أشيائِه هنا؟

 

وما إنْ أنهتْ تساؤلَها حتى وجدتِ النادلَ وقد ظهرَ عليه الاهتمامُ والتأثُّرُ في الوقتِ نفسه، قائلًا — بصوتٍ مخنوقٍ —:

نعم، سيِّدتي، هذا حقيقيٌّ... أنتِ تقصدين الأستاذَ (أحمد مجدي)، الكاتبَ والرِّوائيَّ الشهير...

 

يتبع...

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة غازي جابر
4↓الكاتبمدونة خالد العامري
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↓الكاتبمدونة خالد دومه
7↑4الكاتبمدونة آمال صالح
8↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
9↑3الكاتبمدونة ايمن موسي
10↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑134الكاتبمدونة ايمان صلاح132
2↑129الكاتبمدونة خالد الخطيب110
3↑64الكاتبمدونة سارة القصبي42
4↑32الكاتبمدونة ايمان قادري150
5↑32الكاتبمدونة إيناس عراقي190
6↑16الكاتبمدونة عبير مصطفى44
7↑15الكاتبمدونة ولاء عبد المنعم196
8↑13الكاتبمدونة رهام معلا127
9↑12الكاتبمدونة نجلاء البحيري39
10↑8الكاتبمدونة سلوى محمود252
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1111
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب714
4الكاتبمدونة ياسر سلمي678
5الكاتبمدونة اشرف الكرم605
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري514
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني436
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين428
10الكاتبمدونة سمير حماد 410

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب363279
2الكاتبمدونة نهلة حمودة216326
3الكاتبمدونة ياسر سلمي199191
4الكاتبمدونة زينب حمدي178401
5الكاتبمدونة اشرف الكرم144142
6الكاتبمدونة مني امين120235
7الكاتبمدونة سمير حماد 116916
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي107860
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين107482
10الكاتبمدونة آيه الغمري102662

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة مريم فرج الله 2025-10-24
2الكاتبمدونة هاميس جمال2025-10-22
3الكاتبمدونة ايمان صلاح2025-10-16
4الكاتبمدونة خالد الخطيب2025-10-15
5الكاتبمدونة سلوى محمود2025-10-13
6الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
7الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
8الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
9الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
10الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24

المتواجدون حالياً

916 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع