نسماتُ هذا الصباحِ عليلة، فتحتُ نافذتي لتدخلَ الشمسُ، فرأيتُ زهرتَنا الصغيرة قد كَبُرَت. إنّها تكبُر يومًا بعد يوم، مثلنا تمامًا. مررتَ أمامي وكأنّك نسمةٌ من تلك النسمات، فانتشر العبيرُ أكثر فأكثر. يا له من يومٍ سيكون جميلاً، يا عزيزي: هواءٌ نقيّ، ورياحٌ لطيفة، وأنت، كعادتك، تضفي الرقةَ والحبَّ في أيّ مكانٍ تحضر إليه.
أتَعلم؟ أنا متأكدةٌ أنّني سأبقى مبتسمةً اليوم. عرفتُ ذلك منذ أن رأيتك. ابتسمتَ ابتسامتك المعتادة، تلك الابتسامة المشاكسة المليئة بالحب، ومعها تحدّثني عيناك بما لا تبوح به شفاهك. أرى نفسي من خلالك، وأحبّ نفسي معك. فالإنسانُ يُزهِر مع مَن يُحب، كما يقولون، وأنا أزهرُ معك، وأصبح أكثر تألّقًا. غريبةٌ هي تلك الكيمياء بيننا، أليس كذلك؟
لكنّ العناصر تحتاج إلى القرب كي تتفاعل مع بعضها، أمّا نحن، فحيثما نكون، وكيفما نكون، تتفاعل قلوبُنا سويًّا. جميلٌ ذاك الأمان الذي يتخلّلني بقربك، فمن منّا يستطيع العيش بلا وطن؟ أنتَ وطني، يا وتيني، أنت الوطنُ والسلام، والعائلةُ والصباح.
أتتخيّل أن هناك مَن لا يبدأ يومه ولا ينهيه إلا بك؟ حتى لو لم تقل شيئًا، يكفي أن تنظر إليّ وتبتسم، ليبدأ بعدها كلّ شيءٍ جميل... يا جميلي الوحيد.
رهام يوسف معلا





































