لو كان الحبُّ فعلَ أمرٍ، لكانَ (اِطمئن).
(إسلام النادى )
فما طَلَبَ العاشقُ من معشوقِه أثمنَ من سكينةٍ تُسكَنُ بها الرُّوح.
هوَ نَفَسٌ إذا مَرَّ على القلبِ أبرأهُ من وجعِ الظنّ،
ولمسَ الجُرحَ، فاستحيا الألمُ منهُ وانصرف.
الحبُّ ليسَ وعدًا يُكتبُ على أطرافِ الألسنة،
بل عهدٌ يُنقشُ في لُبِّ الفؤاد،
لا تذروهُ ريحُ غيابٍ، ولا يُطفئُهُ طولُ انتظار.
هوَ مقامُ الطمأنينةِ، إذا حلَّ بهِ العبدُ،
نامتْ عنهُ الهواجسُ، وسكنتْ في صدرِه العواصف.
هوَ الأُنسُ بعدَ الوحشة،
والسكونُ بعدَ ارتحالِ القلق،
هوَ سلامٌ يُلقى في القلبِ، كأنهُ وَحيٌ من الغيب.
فيا مَن ظنَّ أن الحبَّ صَخَبٌ واحتراق،
أما علمتَ أن أشرفَ مراتبِ العشقِ: أن تُؤمَنَ لا أن تُؤذى؟
وأن تُطمَئنَ لا أن تُرهَق؟
فالحبُّ الصادقُ لا يُطفئُ النور، بل يُنيرُ الدرب،
ولا يُبدِّدُ الكيان، بل يُعيدُ إلى الروحِ اتّزانَها،
كغيثٍ مرَّ على أرضٍ عطشى…
فأزهرتْ شكرًا، لا لهفةً."





































