بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر العظيم علي العدو الأزرق الذي سيظل عدوا إلى أبد الآبدين ..
و بمناسبة الأحداث الجسام التي تدور حولنا ،، و أخيرا بمناسبة حفل تخرج الكليات العسكرية المصرية الذي أصبح يجري في اكتوبر في حفل مجمع مهيب ..
و كوني شخص تكوينه الداخلي في الأساس مضاد للتهليل او التطبيل .. كما هو المصطلح الدارج ... فالمنطق فقط هو الذي يحظى بإحترامي.. و أحترم كل من يحترمه ..
خاطرتي هذه المرة حول ذكرى النصر العظيم للجيش العظيم .. جيش مصر علي الكلاب الزرق .. متأثرا بما يجري حولنا ..
في عام 1967 تعرضت مصر لنكسة عسكرية مفاجأة ... ، عنوانها الرئيسي أن العدو استخدم قواته الجوية لضرب قواتنا علي الأرض ..
ست سنوات فقط .. احتاجها الجيش المصري .. لكي يستوعب الدرس و ينشئ ما يسمى بحائط الصواريخ .. و هو مصطلح يطلق علي تشكيلات قوات الدفاع الجوي.. الذي هو الأن - فرع رئيسي من أفرع القوات المسلحة ... و به - مع بقية الأسلحة - .. إنتصرت مصر علي الكلاب الزرق و دحرتهم ..
الكلاب الزرق من يومها و هو يدقون رؤوس الفلسطينيين بالقوات الجوية .. اللبنانيين بالقوات الجوية... السوريين بالقوات الجوية ... حزب الله بالقوات الجوية... المفاعل النووي العراقي بالقوات الجوية ... اغتيالات في تونس و ليبيا و السودان بالقوات الجوية..
50 عاما او يزيد و الكلاب الزرق يمتطون قواتهم الجوية لدق الجوار ... بدون أن نسمع أن "طوبه" اصطدمت بإحدى طائراتهم فخدشت زجاج طيار !
مصر احتاجت لست سنوات لا غير لتبني قوات الدفاع الجوي و حائط الصواريخ الذي انتصرت به في اكتوبر بينما خمسون عاما من النفخ المتواصل لم تمكن ... كل دول الجوار و منظماتهم التحريرية و الطائفية و الجهادية من امتلاك سلاح دفاع جوي واحد !!! ... بدلا من الصواريخ البطيئة سهلة الإصطياد هذه .. علامة إستفهام كبيرة !
و لهذا يظل نصر جيش مصر في أكتوبر هو نصر عظيم ..
مصر عندما حاربت .. انتصرت و استحوذت علي الأرض .. و تمكنت بواسطة القوة من تحرير بقية الأرض بالمفاوضات ثم بمحكمة العدل الدولية التي منحتنا آخر ما تبقى من أراضينا المحتلة و هي طابا ..
دول الجوار .. تحارب لتنهزم و تسحق ! ... ، حتي سوريا التي حاربت في 1973 هزمت و لم تستطع تحرير الجولان ... و اصبحت الآن في وضع حزين ممزق ... لبنان يسحق و كأنه حديقة خلفية لتدريب جيش الكلاب الزرق .. حتى حزب الله .. الذي نجح في استثناء نادر... ان يدفع الكلاب الزرق للانسحاب من جنوب لبنان - عدا مزارع شبعا - .. لم يفلح في الحفاظ علي قوته و قواته و لم يمتلك سلاحا للدفاع الجوي .. مع فضيحة مدوية علي مستوى مخابراته التي علي ما يبدو كانت تلهو بعيدا .. فكلفته حياة قادته جميعا بلا ثمن .. !!
لهذا نصر جيش مصر في اكتوبر هو نصر عظيم ..
حماس - و التي لها كل الحق في القتال ضد الكلاب الزرق - اختارت يوم السابع من اكتوبر .. لتنفذ عملية نوعية كبيرة .. ، من السذاجة أن يقول المرؤ أن إختيار التاريخ صدفة .. و لكن سيتظاهر المرؤ بالطيبة حد السذاجة و يقول انهم أختاروا التاريخ تيمنا بنصر مصر الكبير ... 🙂
نفذوا عملية كبيرة مبهرة ... أدت في النهاية الي سحقهم سحقا .. و بدلا من أن تصبح ذكرى ٧ اكتوبر ذكري نصر آخر - يغطى علي نصر اكتوبر - اصبحت ذكري لمأساة عنوانها الفشل في التخطيط الاستراتيجي او البتنجاني ..
لهذا نصر جيش مصر في أكتوبر هو نصر عظيم...
الأحوال الإقتصادية سيئة و الدولار يضرب بالجنيه مستويات قياسية و هناك فشل اداري عام .. كل هذا موجود نعم .. و لكن .. أننا آمنون مطمئنون في منازلنا و شوارعنا ... لا طائرات تقصف قرانا و مدننا .. لا قنابل و صواريخ تهدم بيوتنا ... لسنا لاجئين نبحث عن ملجأ هنا او هناك .. ، لا نصحوا يوميا علي فقد أحباءنا ... فهذه نعمة كبيرة و فضل عظيم ... أفرزها نصر أكتوبر العظيم ... و مؤسستنا العظيمة .. الجيش المصري
لهذا نصر جيش مصر في أكتوبر هو نصر عظيم...
أصلا .. السبب الأساسي لعظمة حرب أكتوبر هو أن والدي الملازم أول طبيب عبد الوهاب بدر .. حارب فيها و انتصر و عبر خط بارليف المنيع . .. و لولا والدي ما انتصر الجيش طبعا .. لهذا هو نصر عظيم 🙂 ( حقيقة علمية مؤكده 😎 )
في النهاية ... و كأي مواطن طبيعي .. كانت سعادتي فوق السحاب عندما قامت حماس بعمليتها الجريئة و أهانت الكلاب الزرق .. ،لكنها تحولت الى حزن نظرا للنهاية المأساوية بالغة القتامة
.
كل الفرح عندما نجح حزب الله منذ 15 عاما في دفع الكلاب الزرق خارج الجنوب .. لكنه و كعادة العرب .. لم ينجح لا في الانمداج في جيش دولة لبنان و لا حتى في امتلاك سلاح ردع ضد القوة الجوية المعادية ..و كان اضعف الايمان تأمين قياداته .. الذين ماتوا جميعا في عشرة أيام .. ، في عنوان لفشل سحيق محيق .. يجعل الصدمة نفسها تُصدم ..
حتى ايران .. صانعة كل من حزب الله في لبنان.. و الحوثيين قي اليمن .. انتهكت سيادتها أكثر من انتهاك سفاح التجمع لضحاياه .. و مع ذلك ردود افعالها الخجولة قتلت فلسطينيا عربيا مسلما .. ، .. تخيل !! .. مضحك هذا الذي يحدث .. ، أو ربما هي السياسة بعد الفشل في التخطيط ..
رغم أن ذكرى اكتوبر مر عليا 51 عاما .. إلا انها تثبت كل يوم أنها مناسبة شرف هذه البلاد و عنوان أمنها ..
كل عام و نصر اكتوبر عظيم يا والدي ..