قالت: "المحترق لا ينزف،
المحترق لا أثر له سوى رماد."
رصاصاتٍ أطلقتها على مسامعي حين شرعت في كشف جرحها أمامي!
بائعة بلا سلعة والمشتري واحد فقط!
يكفي أن تكون لديه الرغبة لينالها،
ليست الرغبة فيها، بل الرغبة في شهوته.
أخبرتها إحداهن ذات مرة أنه لا رجل يحب زوجته أو يلقي على مسامعها كلمات الحب طالما تزوجا ولكي تدمغ كلماتها بما يغلق طريق الأمل في وجهها قالت:
"ليست مثل هذه المشكلات التي تنهدم لأجلها البيوت."
لتظل عالقة تتساءل: "وهل بمثل ذلك تظل البيوت قائمة!!؟"
لم يكن الحب هو المأزق،
كانت الثقة والتقدير و الإحترام الذي لم يلق لهم بالاً،
كرس كل جهوده لكسر شعورها وقتل كل موضع حياة في روحها..
كلما اشتعلت ناره اقتربها،
كلما حميّ جوفه استرضاها،
يهيل التراب فوق قتلاه كأنما لم يفعل شيئاً؛
بينما تخنقها رائحة الجيف المتراكمة في روحها وتثير رغبته وتجاهله ألمها الغثيان في نفسها..
وحين رفضته أحرق مابقي منها قائلاً:
"لا علاقة لمشاعرك وللمشاكل العالقة بالأمر!"
فكأنما عينيها غيمتان مسجورتان بدمعٍ لا ينفلت،
ودت لو تبتلعها الأرض أو تتناثر كالغبار في الهواء وتتلاشى..
كانت تلك اللحظة الأولى التي تشعر أنها بائعة هوى،
لا يهم ما شعورها تجاهه لأن كل ما يهم هو رضاؤه،
رافعاً شعار "الزبون دائماً على حق"؛
غير أن الاختلاف هو المسمى الشرعي،
هكذا جعلها بائعة بلا خطيئة!
تبيع جسدها بخساً والثمن شهوة مقابل التكفير عن جرم إساءة اختيار من لم يرها،
هكذا تحولت من امرأةٍ إلى رماد لا يكف عن الاحتراق.