هل هناك أسس رئيسية يقوم عليها الإصلاح, وعلى الأخص إصلاح التعليم, إن لدينا جميعا رغبة كبيرة في إصلاح التعليم, ولكن غالبا ما نخطأ الأسس التي يقوم عليها الإصلاح, وإننا نصلح بأدوات غيرنا أو على قواعد قد أفادت غيرنا, وليس بالضروري أن تنفعنا أو تكون الأساس, الذي نبني عليه إصلاحنا, فإذا طبقنا ما أصلحهم كان بالنسبة لنا وبالا علينا, وسببا في تراجعنا خطوات, وقد يضرنا فليس الإصلاح في التطبيق إلاعلى لقواعد ناسبت غيرنا, فكانت لهم خطوة للأمام, وكان بالنسبة لنا خطوة إلى الخلف, نعم لدينا إرادة في الإصلاح, ولكن ينقصان أن نصلح العقول, التي هي القاعدة الأولى لكل إصلاح, والتعليم قائم على الإرتقاء بها, والنهوض بالمعارف, التي يتلقاها العقل, فإذا كانت العقول غير مهيأ للإصلاح, فكيف لها أن تبني إصلاحا, فهنا يكون الإصلاح خدعة أو وهما, نخدع بها أنفسنا, قشرة ظاهرة, لا تمس عقل أو نفس, فلا تكون النتيجة إلا سراب نتوهمه, وإن ما نظنه إصلاح إنما هو العبث بعينه, وحقيقته اختبارات وتدريبات وجولات وصولات واجتماعات وأوراق ونماذج وتطبيقات, وتنفيذ أوامر, فإذا بك وأنت تغرس في أرض بور في صحراء قاحلة, دون أن تهيأ لها ما يجعلها تأتي ثمارها, فإذا بك أخر الأمر وبعد مجهود بدني, ولا أثر لورقة خضراء, ولا حتى ثمرة شيطانية, تلقي بها مما غرست يداك, فالعقول غير مؤهلة لما تنادي به, ولا يسمع صراخ إلا صدى يتردد.