نظر نحوها بعينين كاللهب يكابد كي لا ينفجر
"كم قلباً كسرتِ
وكم قلب تنوين كسرهم بعد؟!"
إلتفتت له واجمة يخلو وجهها من مظاهر الشعور سوى الإنصات، احتفظت بثباتها كعادتها..
فكم تمنت أن يتنازل عن صمته ولم يفعل!!
ولكنها أبداً لم تتمن أن يفعل الآن..
لاذت بالصمت
لم تشأ إيقافه!
فقد بدأ الجرح في النزف.
أردف بتهكم قائلاً "أيسعدكِ سقوطهم أمامكِ؟
هل يرضي غرورك وجمالك!
ماذا استفدتِ؟!
أخبريني؟
تتوقف حياتهم عند توقيت فقدك
يسيرون بلا هدىً وبعينين لا تبصرا إلاكِ
يحاول كل منهم البقاء على قيد الحياة
يجتهد في إعادة إحياء قلبه ويفشل؛ فيتجاهل ضباب روحه ويمضي على أمل عودة نفسه الأولى يوماً ويعلم أنها لن تعود.
هكذا دواليك..
تركتِهم خاويين من قلوبهم وأرواحهم التي ألقوها أسفل قدمي قلبك العصي
لم تري أي منهم..
أعلم.
وأعلم أنكِ لا ترينني أيضاً
ألماسة أنتِ ولا يقوَ أحدنا على اقترابك
فمن يستطيع تحمل توهجك ولفح احتراقك!؟
لطالما أخبرتكِ أنكِ نار لا غنىً عنها ودونها موت
إن كل جرح وكل ندبة في روحك هي باب مزدوج يفتح إما على جنتك الخالدة أو جحيمك الأبدي
وأن أحب كل خلية فيكِ هو ما يمنحني رفاهية الاختيار بينها،
لكنني الآن أدرك أنكِ في الحالين موت."
ابتسمت زافرةً لهب قلبها؛ ابتسامةً تكافح لاخفاء الغرق في داخلها لتقول:
"بلى، أراك
لكنني بالفعل لم ألحظهم
فعينيّ لا تلتقطان سوى نفيس
كل منهم ترك قلبه في طريقي
ولم أدهس قلب يوماً
أو أطعمه أملاً واهياً لاستنزاف شعوره.
ولكني آثرت إغفال ترنحه حتى يخبو اللهب داخله..
ربما راقتني فكرة وضع قلوبهم قلادةً لبعض الوقت إلا أن العبث لا يستهويني.
بإختصار،
ليس عمداً أفعل ذلك
كل مافي الأمر ان كل رجل أحبني
ترك قلبه معلقاً على بابي
فلم تجد أنثاه ما تسكنه
تظل بلا موطن ويظل هو خاوٍ."