يتجرعها بخبث كلما شعر بالملل والوحدة؛
كمشروب منبه يحتاجه كلما أوشك الحزن أن يسكنه،
يعلم جيداً أنها وحدها الأنثى العاشقة القادرة على اسعاده وبث الحياة داخله وإن انتقصت من حياتها..
يُقبلها بين الفينة والأخرى للإبقاء على جذوتها مستعرة لا تزهده ولا تخنقه برغبتها به.
يلقي إليها فتات الغزل ليبقيها حية فلا هي جفت ولا أزهرت الحياة في جوفها،
لأنه يشتهي دفئ قربها أهداها معسول الكلام إلا أنه كذابٌ أشر.
يثق في ضعفها بلا حدود ويضمن وجودها بلا حذر.
استغل حبها و وجودها و استنزف طاقتها غير آبه لذبولها واحتراقها..
بثقل وألم مَن تسحب شظايا زجاجية عالقة في جسدٍ واهن
كانت تحاول أن تستل من بين شفتيه بضعة أحرف تروي ظمأ قلبها المتلهف،
وكأفعوانٍ خَصّاف؛ ينمق الكلم ويهديه لها كلما سال لعابه نحوها.
ولأنها تأمل أن يخطئها الشعور ولو مرة فتستسيغ حرفه وتصدق قربه وتطرد ثقل الوحدة خارجها؛
ابتلعت غصاتها واستقبلت حلواه بسرور..
وككل لقاء،
ما أن يفرغ منها حتى يلقي بها تواجه اتساخ روحها كأي كأس أنهاها تنتظر فوق المجلاة يداً تلحظ تلطخ جسدها فتنظفه بحنو إلا أنها تفعل ذلك لنفسها.
حتى لقاء آخر لم يكن ببعيد،
كسرت الكأس وقالت:
"بِتُّ أخشى تقبيلك
فمك مملوء بالسم".