شيء بشع أن ينتهز الكيان الوحشي فرصة تجمع الجوعى المشردين في غزة ، لاصطيادهم جماعيا في مصائد للموت المحقق ، وكأنهم يتلذذون بمشهد مقتلهم وهم جاثون من الجوع ، في طوابير عشوائية متطلعين إلى حفنة من غذاء ، تعافها الحيوانات المنعمة في بيوتهم .
إنها حرب استذلال قبل أن تكون حرب إبادة وتجويع .
استذلال للكرامة العربية والمسلمة ، أما أهل غزة فقد أثبتوا كم هم أعزة !!!
ويكفوا صمودهم لأكثر من تسعة عشر شهرا ، تحت ظروف مأساوية كارثية بكل المقاييس ، على حين لم يصمد الصهاينة المغتصبون ساعة واحدة أمام توجيه الضربات الإيرانية إليهم ، ولكن فروا كالجرذان ، وعاش أكثرهم في محميات تحت الأرض حتى انتهت الحرب وقتيا ، ونودوا أن اخرجوا آمنين.
لقد فرو ا ولم يتمسكوا بأرض يعلمون يقينا أنها ليست أرضهم ، وأنهم قوم مغتصبون ليس إلا ، وهذا دليل على أن الإسرائيليين لم يعرفوا يوما معنى الوطنية ، معنى الأرض والدم والشهداء ، معنى التاريخ والأجداد والحضارة الممتدة الجذور في التاريخ .
والسؤال الذي لاأدري الآن ماإجابته :
هل يمكن بعد أن انتهت الحرب الإيرانية الإسرائيلية وقتيا - حسب المعلن - الدخول في مفاوضات دون أن تكون غزة ومأساتها المحور الأهم فيها ؟
حقيقة ، لاأريد ان أتصور ذلك …
بعد أن عرفنا حقيقة حجم إسرائيل المزعومة وهي تصرخ وتستغيث ، وأمريكا المزهوة بنفسها ، وهي تقدم رجلا وتؤخر أخرى أمام إيران ، وهي تنذر وتتوعد وتتحدث بلغة ملؤها الكبرياء والتحدي ، وذلك كله خشية على مصالحها في المنطقة ، وهي من هرولت تطلب المفاوضات ، ولكن بلغة حاولت أن تحفظ بها شيئا من ماء وجهها .
إنها فرصة ليتحرر العرب ، كل العرب من وهم إسرائيل المزعومة ، وحليفتها الكبرى أمريكا التي هي بالعرب وأموالهم وعقولهم المهاجرة قبل أن تكون بنفسها ، وأعتقد أن ذلك قد تحقق فعليا ولكن في ذهنية الشعوب ؟ فلماذا الاستمرار في مسلسل الهوان هكذا ؟