السؤال : نحن طالبات في الجامعة وحضور المحاضرات ونحن صائمات يشق علينا ، فهل يجوز لنا الفطر ، علما بأننا نقيم في نفس المكان الذي فيه جامعتنا ؟
الجواب : لايجوز لكن الفطر لهذا السبب المذكور ، إلا في حال الاضطرار إليه ، كأن تكون إحداكن في الجامعة ومع توالي المحاضرات شعرت بإجهاد أو دوار مثلا ، بحيث لم تتمكن من مواصلة المحاضرات وهي صائمة ، فهذه لها أن تفطر لهذا الإجهاد الذي أصابها ،وعليها قضاء هذا اليوم بعد ذلك ..
مع ملاحظة أنه يجب أولا على كل واحدة منكن أن تنوي الصوم وتشرع فيه ، أي تصوم بالفعل ابتداء ، ولايجوز أن تنوي إحداكن الفطر لأجل أنها ستذهب إلى الجامعة ،حتى -ولو كان هذا في يوم امتحان نصفي أو نهائي - خشية أن تصاب بالإجهاد مثلا ، فإن حدث إجهاد حقيقي أو ظهرت علاماته - وكل منكن هي المسؤولة عن نفسها أمام ربها في ذلك - حتى وإن كان قبل أن تنزل من بيتها لطول السهر أو مواصلة المذاكرة ، أفطرت وقضت بعد ذلك ، فحضور المحاضرات أوالامتحانات ليس من الأسباب التي تبيح الفطر ابتداء .
ومن باب زيادة الفائدة أقول :
مثلكن في الحكم كل من يعمل عملا شاقا ، كعمال البناء والخبازين ونحوهم ، فهؤلاء جميعا يجب عليهم أن ينووا الصوم فإن عجزوا عن إتمام اليوم أفطروا وأطعموا عن كل يوم مسكينا ، إذا كانت هذه هي ظروف عملهم الدائمة ، وبحيث لايمكنهم الصوم في أي وقت آخر في أثناء العام ، وهولاء هم المعنيون بقوله تعالى " وعلى الذين يطيقونه فديه طعام مسكين " فمعنى " يطيقونه " أي يصومونه بجهد ومشقة ولايمكنهم القضاء - وفق أصح الآراء في تفسير الآية -.
أما إذا كان عملهم متقطعا بحيث يمكنهم القضاء ، وجب عليهم أن يقضوا عن كل يوم أفطروا فيه.
أما كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة أو الطارئة التي قضى الأطباء بأنها يضر معها الصوم ، فهولاء جميعا يجوز لهم الفطر ابتداء مع الفدية ، والقضاء يكون فقط على من يتمكن منه حال البرء والشفاء .
والله أعلم.