اقتربت الإمتحانات .. ومعها يزداد اضمحلال وشحوب هبة ..
ضمر جسدها ووجهها كثيراً ..، وعافت الطعام بكل أشكاله
لماذا ؟؟ هو سؤال معلق فضائها .. لا تجد له جواب ..،
لماذا فرض نفسه على عالمها ؟ ثم فرضها على الجميع وميزها ؟ ثم أحب غيرها ؟ ثم تركها بهذا الشكل الظالم المهين ؟
هل هو غرور الرجال ذلك الذي يجعلهم في حاجة لأكثر من أنثى .. إحداهما حبيبه والأخرى صديقة وربما هناك أخريات ؟؟

كانت تنتظم في المحاضرات لكنها تعرف أنها لن تجده منتظراً بعد إنتهائها بالخارج ..،

أحياناً كثيرة كانت تلقاه في أماكن مختلفه جالساً وسط زملاء وزميلات .. يراها فلا يبدو عليه أي انفعال ولا يهم بسلام أو بتحية !
عادت وحيدة كما بدأت .. واختفى كل ما يمت له بصله من عالمها من جديد ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

- "الاستريوسكوب" عباره عن جهاز بيوضح الصورة الجوية بشكل مجسم .. لكن اللي يبص في الجهاز ده لازم تكون عنيه الاتنيين سليمه لان لو عنده عين واحده مش هيقدر يشوف التفاصيل مجسمه

قالها معيد المادة للطلاب الجالسين على مقاعد المعمل أمام كل منهم الجهاز المذكور يسكب في عدساته عينيه في محاوله لتطبيق التمرين العملي

كانت هبه تنظر في عدسات جهازها لكنها لم ترى الظاهرة المصورة .. بل رأت مشكلتها هي مجسمه ..!

عين واحدة .. هي مشكلة أحمد .. !

ليس المقصود عين النظر .. بل عين البصيره .. ، هو عاجز عن رؤية أبعاد تصرفاته و العلاقات التي يدخلها ودواخل الناس من حوله ..،

يرى كل شيء بمنظور مسطح غير مجسم الحب - الصداقه - الزواج - المستقبل ،.. وفي ذلك يسعى الى مفهوم أجوف للسعادة ..

لذا كان الإخفاق حليفه ..

وعلى الأرجح سيظل كذلك !


ـــــــــــــــــــــــ


هيخطب ؟؟


هربت شيماء من عينيها وقالت مؤكده : أيوه .. واحده زميلته


ياسمين ؟


لالا .. واحده تانيه اسمها الهام هيا واقفه معاه بره ..


خرجت مسرعه من قاعة المحاضرات لتجدهما واقفين يتلقيا التهنئة من الزملاء ..


إلهام ..

بيضاء طويلة ممشوقة القوام جميلة الملامح غير انها عكس ياسمين في كل شيء !


ليست لها ذات الطله المريحة والعيون الصافية ..، عينيها ثعلبيه ماكره وحركاتها لعوب مثيرة .. كل شيء فيها ينطق بالشهوانية
الآن تعرف لماذا اختارها أحمد ..، إن الفارق بين ياسمين وإلهام هو ذات الفرق بين شخصية أحمد في المرحلتين ..
اختار ياسمين بقلبه حينما كان قلبه بريئا ..، واختار إلهام بغريزته عندما قرر ان يتزوج جميلة ليكيد الجميع !
والأهم انها تعرف عنها كل شيء ..
نظرت اليها ثم لوحت باصابعها .. وأقبلت تسلم على شيماء وتشيع هبه بنظرة نسائية قاتلة ..
أحمد كلمني عنك كتير يا هبة .. بس ايه اللي جرالك خسيتي كده ليه .. مكنتيش كده ..
هذه هي وسيلة الانتقام التي ابتكرها عقل أحمد ..، سيرتبط بأخرى قبل أن يترك الجامعة تحت بصرهما وسمعهما ..، ستكون الأخرى فتنة نسائية تفوقها جمالا وحيوية
ياله من انتقام لبقايا لعبة كسرها ولم يكتفي بانكسارها ..
هزت رأسها بتحيه ومباركه .. ثم تركت الجمع الى حيث يغيب عنها كل شيء
إلى البيت ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بتحبها ؟؟
سألت شيماء أحمد الذي جلس خلفها متحفزاً ..،
لا !!
طيب هتخطبها ليه ؟؟
يمكن أحبها بعدين ..! ، كفاية هيا بتحبني ..!!

استدارت إليه لتواجهه بلهجة حاولت أن تكون طبيعية : انت بتنتقم من مين بالظبط ؟؟ انت مقتنع ان هبه بعدت ياسمين عنك ؟؟

هرب أحمد بعينيه من نظرات شيماء الحادة وقال : حتى لو مبعدتهاش ..، هبه عارفه عني كل حاجه وبكيت قدام عينيها على ياسمين ..، لو اتجوزنا عند اول مشكله هتفكرني بيها .. انا عاوز اهرب وابتدي من جديد مع حد ميعرفش اي حاجه عني .. يمكن يقدر ينسيني !!

رفعت شيماء حاجباها في دهشه : انت بتعاقبها على انك قربتها منك ؟؟ وهيا ذنبها ايه فكل ده ؟؟

انا عاملتها كأخت ..، مش ذنبي انها فهمت غلط ومش عايز حد يأنبني ويحسسني بذنب معملتوش !!

عاملتها كأخت ؟؟ رددت شيماء باستنكار ، طيب ما انا اخت برضو ومكنتش بتعاملني زيها ..، انت اللي سعيت تتعرف عليها وانت اللي بتخرج من حياتها لا ادتها فرصه تقرر فالاول ولا فالاخر !

لم يعقب واكتفى بالعبث بقدمه في الحصى ..

عمري ما هسامح نفسي إني كنت السبب في انها تعرفك !! أطلقتها شيماء جملة أخيرة .،

ثم تركته وانصرفت



(يتبع)