اليوم ذكرى العاشر من رمضان .. نصر أكتوبر المجيد .. نصر سطر في تاريخ مصر وضمير العالم لخير أجناد الأرض .. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ،،
لعلي أشرف بأن والدي كان أحد هؤلاء .. ولو لم يكن في تاريخه غيره لكفاه وكفانا فخراً بعده :)
ولأن العرق دساس ..فجدير بالذكر أن الثورية والتعصب الذي يملكني تجاه وطني .. وراثي :)
==============
قبل سنوات عديدة .. كنت أقلب في بعض الأوراق التي يحتفظ بها والدي في خزانة الملابس .. فوجدت ورقة موقع عليها من أركان حرب هي شهادة له بأنه أبلى بلاء حسناً ..
لا أعرف أين هي الآن ولكني أقسم أني رأيتها بعيني وظللت أتأمل كل حرف فيها بمزيج من الفخر والإعتزاز
أبي ينتمي إلى جيل ثورة 52 الذي تشبع بخطابات عبد الناصر وأحبه وآمن بمبادئه الوطنية والقومية وتحمل كثيراً في سبيلها ..،، وإذ أكتب عن ذكرياته التي يرويها فإن العهدة عليه بوصفه الراوي :)
يقول أبي :- عقب نكسة 1967 بعدما قرر عبد الناصر التنحي عن الحكم انفجر الشارع يرفض قرار الرئيس ربما للمرة الأولى ..، وكان هو أحدهم فأرسل إلى مكتبه خطاب يرجوه فيه أن يبقى في الحكم من أجل مصر والوطن العربي ..
ويقسم أبي أن الرد وصله من الرئيس الراحل أو من مكتبه بادئ بجملة ( إبني العزيز حمدي ) يقول له أن مصر بانتظاره وتعتمد عليه هو وكل شاب مخلص لنصرتها ..
ويقسم أبي أنه ترك الدراسة مباشرة بعدما وصله الخطاب فلم يكمل تعليمه وتطوع في المقاومة الشعبية برغم اعتراض جدتي رحمها الله خوفاً عليه ،،
بعد المقاومة الشعبية جاء دور الجيش فاشترك في حرب 1973 .. وبذلك وفى بوعد أعطاه لمن أرسل له الخطاب يدعوه إلى نصرة مصر
عن ذكريات حرب أكتوبر يحكي لنا أبي كل عام عنها ولا يمل ولا نمل منه .. يحكي عن الرفاق الذين ارتقوا شهداء .. عن الرفاق الذين فقدوا أطرافهم .. عن تضامن الشعب معهم وتحيته لهم في كل مكان .. عن القائد الذي هدده بالسجن لو ظل مستيقظاً لأنه لم يغمض له جفن منذ 48 ساعة طوال نقلات تحميل السلاح إلى الجبهة
والأفظع .. عن الفئران والثعابين التي كانت تتسلل إلى فراشهم ليلا فينزعها ويرميها كجورب قديم
..
سنوات طويلة وأنا أسمع روايات والدي وأعرف يقيناً تشبعه بحب مصر .. ذلك الذي ظهر جلياً وتمثل مجسماً أمامي في طفولتي عندما كتبت على أسرتي الغربة في أحد البلاد العربية .. لم نكمل عامين فيها وكان السبب الأساسي عجزنا التام عن العيش بعيداً عن تراب مصر ،،
يعتز أبي بمصريته فلم ينطق حرفاً بلهجة هذه الدولة ولم يسمح لنا بالتحدث بها .. يعتز بمصريته فلم ينافق ولم يداهن ولم يسمح لأحد منهم بالمساس بكلمة مصر أمامه عكس كثير من المصريين في الغربة ،، علمني أن أعتز بوطني وبأنه عزي وسندي وأن من لا وطن له لا كرامة له
ختمها بسجدة وقبلة على تراب مدينة السلوم فجراً بعد دخولنا مصر شكراً لله على عودتنا إليها وشوقاً إليها ،،
- ساند ثورة 25 يناير وكان من أشد المتحمسين لها .. ولكن ربما خفيت عنه جوانب عدة أعرفها أنا لمتابعتي الإنترنت فكان ضمن من نجح التضليل الإعلامي في تلبيس المعاني عليه وهتف ضد حكم العسكر :) ومنعني في أحيان كثيرة من النزول لمساندة الجيش في العباسية واستنكر علي أني (فلول ) حسب رأيه :) برغم انه لم يمنعني من النزول إبان يناير ولا في الثورة الأخيرة 30 يونيو .. وانتخب الرئيس المعزول مما تسبب في كثير من الخلافات السياسية بيننا ..
لكنه الآن يعترف بأني كنت على حق .. إعتراف بالهزيمة أقرب للفخر لأن الإبنة ربما كانت أكثر دراية منه :)
أعتقد الآن يعرف من يعرفني أنه لا سبب للإستغراب على الإطلاق من انتمائي الشديد وتعصبي لوطني واهتمامي المبالغ فيه بالسياسة التي قد لا تناسب طبيعة فتيات كثيرات ،،
فالعرق ..دساس :)