الموقف الدامي
كانت والدتي رحمها الله تتبع معي بروتوكول غذاء حديدي ففي الصباح وعلى الريق لابد من معلقه زيت كبد الحوت المر جدا يعقبه قالب سكر ثم بعدما ارتدي ملابسي كوب من الشاي ومعه بعض المخبوزات ثم اغسل اسناني وتكون هي قد صنعت ثلاثه سندوتشات فينو كلها صنعت من رغيف فينو واحد مشتري من الخواجه رودس بشارع خيرت طول هذا الرغيف ليس اقل من ٧٠سم الأول من الجبن البيضاء دوبل كريم والثاني من الجبن الرومي او الفلمنك او الشيدر وهما ثابتان اما الثالث فيكون من التونه او البيض بالبسطرمه او رقائق من اللحم البارد او صدور الفراخ وضعهم في كيس من الورق وكيس اخر فيه احد ثمار الموسم من الفاكهه وتدس كل ذلك في شنطه مدرستي...!!!!
وكانت لنا عاده انا وزميلتي هناء ان نقتسم هذه السندوتشات التي مع كل واحد منا ونتاولها سويا.... وفي أحد الايام كنت فيها ارتدي حذاءا جديدا البسه لأول مره حضرنا طابور الصباح الحصه الاولى ثم نزلنا الي حوش المدرسه في الفسحه الأولى وبدأنا في تناول السندوتشات وبينما نحن نأكلها وعلى نحو مفاجئ ومباغت ظهر احد التلاميذ وخطف السندويتش من يد زميلتي هناء وجرى من أمامنا وهو يأكله ويضحك فنظرت إليها واذا بجسدها كله يرتعش من الرعب الذي سببه هو خطف السندويتش من يدها وارتسم هذا الرعب الرهيب على وجهها حتى انها لم تستطيع أن تنطق بكلمه واحده وحاولت تهدئتها ولكن ارتعاش جسدها كان مفزعا لي فطبطبت على كتفها وبصوت عالي قلت لها بطلي خوف وشوفي انا هاعمل ايه...!!
وقمت من مكاني وتوجهت نحو هذا التلميذ الذي كان يقف على بعد منا وهو يقضم من السندويتش.....
كان هذا التلميذ ابن باشا ويسكن في عماره سيف الدين الملاصقه للمدرسه وهو من النوع البدين واطول مني ومعادي اكثر من نصف تلاميذ المدرسه لتصرفاته الخسيسه معهم والكل يكرهه علاوه على أن رائحه نفسه دائما نتنه ومقرفه... المهم توجهت اليه وعندما رأني وضع باقي السندويتش في فمه واخذ يلوكه بسرعه ووقفت أمامه وقلت له انت عملت كده ليه فضحك ضحكه استهزاء فما كان مني إلا صفعته على خده بكل قوتي فدفعني في صدري فهحمت عليه استطعت اسقاطه على الأرض وجثمت فوقه وأخذت اكيل له اللكمات في وجهه ورأسه ولم أشعر الا بأحد فراشي المدرسه يرفعني من فوقه وينظر الي شباك ناظره المدرسه والتي كانت تقف فيه تشاهد هذا المنظر ثم قالت للفراش خدهم على اوده الفيئران وهي غرفه مهجوره تقع خلف مبنى المدرسه وتتكدس بها كراكيب المدرسه فنزعت نفسي من يد الفراش ومشيت بجواره غير عابئ بشيئ وغير خائف من هذه الغرفه التي كانوا يهددونا بها دائما اما التلميذ الاخر ابن الباشا فلقد تملكته حاله من الرعب والخوف واخذ يبكي مثل البنات وفتح الفراش باب الغرفه ودفعنا بداخلها وأغلق بابها علينا وانتهزتها فرصه واستكملت ضرب ابن الباشا هذا والذي كان مستسلما تماما لضربي له حتى فتح باب الغرفه ودخلت ناظره المدرسه وفي يدها الخرزانه وصاحبها ٢ من الفراشين... وبمجرد دخولها لسعت ابن الباشا ضربه واحده من الخرزانه على مؤخرته ثم امرته بالخروج من الغرفه فخرج مسرعا وهو يبكي مثل البنات وبقيت انا في مواجهه حضره الناظره!!!!!! التي قالت لي انت ولد متشرد وعديم الربايه وانا هااربيك كويس فرددت عليها بمنتهى التحدي انا مش متشرد ومتربي كويس
كان هناك سرير فردي في هذه الغرفه الملعونه غريب في نهايته عمودان من الحديد ينتهيان بدائره من الحديد نصفها ثابت في العمود والثاني يفتح ويغلق ليكون الدائره....
ملحوظه:
عندما كبرت رأيت هذا النوع من الاسره في مستشفى الجلاء لأمراض النساء والتوليد وعندما سألت عنه عرفت بأنه خاص بالتوليد فتوضع أقدام السيده في هاتان الدائرتان لمساعدتها على الولاده ولا أعلم سبب وجود هذا السرير في مدرسه أطفال.....؟؟؟!!!!!!!!!!!!
المهم قالت لي الناظره انت بترد عليا ياقليل الادب ثم أشارت الي احد الفراشين والذي في لحظه رفعني من الأرض والقى بي على هذا السرير وضغط على اكتافي وقام الثاني بوضع قدماي بداخل هاتان الحلقان وخلع حذائي الجديد والذي ارتديه لأول مره واصبحت بلا حول ولا قوه مثل الدبيحه التي يجهزوها للذبح..... وانهالت الناظره على باطن قدماي ضربا بالخرزانه وفي محاولات معافرتي انجرح مقدم ساقي نتيجه احتكاكه بحديد الحلقتان وبدأ الدم ينشع على الشراب الأبيض الذي ارتديه وكنت اصيح في الناظره انتي بضربيني وانتي مش عارفه الواد التاني عمل ايه... هو علشان ابن باشا... حرام عليكي... هو ده العدل بتاعك وكلما تكلمت كانت هي تزيد من الضرب اما عن الفراش الثاني الذي كان يضغط على اكتافي يمنعني من الوقوف وانا أقاومه واعافر معه ونتيجه هذه المقاومه والمعافره معه والضغط على اكتافي انخلع كتفي من مكانه وصرخت صرخه شديده جدا دخلت على اثرها ابله زهيره مدرسه فصلي وعندما رأتني بهذا المنظر صرخت في وجهه النظاره ايه الأفتراء ده حرام عليكي انتي ناسيه انه طفل وخطفت الخرزانه من يدها ثم قالت انتي مش عارفه اهله هيعملوا فيكي ايه والله لو حصل له حاجه هاشهد معاه.. فردت عليها الناظره اتكلمي معايا بأدب لاحولك للتحقيق فردت ابله زهيره ظز في التحقيق بتاعك انتي تستقوي على طفل بأثنين رجاله يرضى ربنا ده فخرجت الناظره من الغرفه بعد سماعها كلام ابله زهيره.... وهرب معها الرجلين اللذان قاما بتقيدي فتقدمت ابله زهيره مني وحاولت رفعي ولكنها فشلت فقلت لها اندهيلي بدر الملوك هاتلاقيه قاعد على باب المدرسه (بدر الملوك حارسي الخاص كتبت عنه في بوست سابق)
انتظروني بحزن