عندما حان دوري للقيام بأحازه ميدانيه في احد أشهر عام ١٩٦٩ وابلغني بها طلب مني احد الزملاء ان أعود قبل ميعادي بيوم لانه يريد النزول بعد عودتي للقيام تجهيزات زواجه وان قائد السريه قد وافق على ذلك بعد موافقتي على اختصار يوم من اجازتي لصالحه فوافقت بشرط يقوم بتذكير ضابط الحمله بإرسال عريه لي على محطه نفيشه....!!!!!!
وإنني سأستقل قطار السابعه مساءا من القاهره والذي يصل إلى محطه نفيشه في العاشره مساءا....
ملحوظه:
بعد مجزره قصف قطار المهجرين في محطه الاسماعيليه صدرت الاوامر ان القطارات المقرر وصولها للاسماعيليه تكون محطتها النهائيه هي محطه نفيشه والتي تقع قبل محطه الاسماعيليه بحوالي ٥ كم..... (انتهت الملحوظه)
وفعلا في فجر اليوم التالي قمت بالنزول تلك الاجازه المبتور منها يوم وتصبح ٣ ايام بما فيها يوم العوده....
ووصلت الي القاهره ولحقت والدي قبل نزوله لعمله والذي قام بمنحي مبلغامحترما من المال بيني وبينه للاستمتاع بالاجازه ثم اتصلت باصدقائي المدنيين لتحديد ميعاد المقابله معهم وللأسف لم أجد أحدا منهم كلهم مجندين وكلهم على جبهه القتال فسدت نفسي عن النزول من البيت ومكثت به يومين وفي مساء اليوم الثاني دخلت والدتي غرفتي ودار بيننا هذا الحوار...
هي: مالك ياابني انت تعبان ولا ايه
انا: انا بخير ياأمي وزي الفل
هي: دايما بخير ياابني طيب ممعكش فلوس
انا: معايا والله ده ابويا اداني فلوس كمان على اللي معايا
هي: طيب قاعد في البيت بقالك يومين ليه فيه حاجه
انا: ماليش نفس انزل وبعدين اصحابي كلهم مش موجودين هانزل اعمل ايه
هي: خرجت من الغرفه صامته
ملحوظه :
كانت والدتي لها عاده عندما اخرج من المنزل لا يغمض لها جفن حتى عودتي مهما تأخرت بالرغم من ان والدي قد سلمني مفتاح الشقه بمجرد تخرجي من الكليه الحربيه وكانت رحمها الله تنتظر عودتي جالسه على كرسي فوتيه خلف باب الشقه وفي صالتها وكانت بتصعب عليا وكم من المرات تناقشت معها بأن تدخل غرفه نومها ولا تنتظرني وكانت تهاودني كلام فقط وتنظر لي نظره لم انساها حتى الآن وتصنع على فمها ابتسامه باهته ولم افهم معنى هذه النظره او تلك الابتسامه الباهته الا بعدما توفت خلال حرب ٧٣ ولم اعلم بوفاتها الا بعد ثلاثه ايام من خلال نعيها في جريده الاهرام والتي كانت تصلنا متأخره ٣ ايام وهذه حكايه اخرى سأكتبه في بوم من الايام..... فهمت هذه النظره وتلك الابتسامه فلقد كانت رحمها الله تريد الشبع من صورتي وتلك الابتسامه وكأنها تودعني.. الله يرحمك يا أمي ويسكنك فسيح جناته
(انتهت الملحوظه)
في اليوم الثالث من هذه الاجازه يوم العوده قررت النزول الي منطقه وسط البلد لاتمشى شويه واشتري اي شيئ يعجبني وفعلا نزلت وتجولت بها حتى عصر ذلك اليوم وقفز في ذهني شراء حذاء جديد فمضيت أشاهد فترينات محلات الاحذيه حتى وصلت إلى محل على تقاطع شارع شريف مع شارع قصر النيل ووقفت أشاهد الاحذيه وفجأه وقفت بجانبي فتاه لايتعدي عمرها عن ٢٠ سنه وتعجبت بداخلي ان فتاه تقف أمام فاترينه محل احذيه رجالي
كانت هذه الفتاه جميله بعض الشيئ ووجهها مستدير وتضع كحل على عينيها بشكل فج وواضح انها مبتدئه في عمل المكياج على وجهها وكانت تضع روج على شفتيها غير مناسب لهذا التوقيت لأننا كنا عصرا وهي تضع الروج الذي يناسب السهرات وكانت ترتدي فستان نصف كم في منتهى الجمال فلقد كان لونه ازرق سماوي وبه وردات صغيره باللون البرتقالي وبين هذه الوردات دوائر صغيره من اللون الأخضر الزراعي وتلف وسطها بحزام جلد طبيعي من اللون الهافان وفي يدها شنطه حريمي من نفس لون الحزام وتضع قدميها الصغيرتان بداخل صندل حريمي من الجلد الطبيعي بنفس لون الحزام والشنطه.... كان منظر هذه الفتاه مبهجا والأكثر ابهاجا كان البارفان الغريب والعجيب المثير الذي كان ينشر حولها سحابه من السعاده والفرح والاثاره ولا تستطيع الا بأن تغمض عيناك وانت تشمه فيأخذك الي سماء النشوه ثم فجأه يسجنك بداخل أسواره الفولاذيه والتي لاتستطيع الفكاك منه ويحلق بك مسرعا الي ملكوت اخر وبالرغم من انني اعلم انواع وماركات البارفانات الحريمي كلها بمجرد شمها الا ان هذا البارفان لم استطيع معرفه نوعه او ماركته
(كفايه عليكم كده علشان خائنه الأعين وما تخفي الصدور ولا عايزين أوراقي تتحول إلى فضيله مفتي الديار المصريه...
هاهاهاهاهاهاهاهاي ????????)
المهم وقفت هذه الفتاه بجواري وعلى مسافه قريبه مني ومثلت انها تنظر إلى الاحذيه الرجالي وانا مستهبل ومرتبة وخايف منها استشرت شيطاني الصغير بندق فرد بكلمه اختبرها فقررت اختبارها هل تقصدني انا ام انها الصدفه فخطوت خطوه في اتجاه رف الاحذيه فوجدتها تخطو نفس الخطوه ففعلتها ثلاثه مرات وهي كذلك حتى وصلت على بعد خطوه واحده مني كل ذلك يحدث وانا صامت تماما ولم يصدر مني لفظ واحد بعد مرور فتره حوالي خمسه دقائق فوجئت بها تصيح في وجهي انطق اي حاجه يابجم فنظرت ناحيتها ولم اتكلم فإذا بها تدور وتبتعد عني وهي تبرطم قائله شباب خايب وعره جتكم نيله ومضت
بالذمه انا بجم وعره
هاهاهاهاهاهاهاهاي ????????
(انتهت)