وبدأ البركان يغلي ويفور...
الأطهار.... ١
الجندي /محمد احمد ابراهيم يوسف احد جنود سريتي الأطهار... هو ضمن جنود الفصيله الثالثه من سريتي... ومن احد قري محافظه الغربيه وعلى وجهه التحديد من قريه قطور... هو أحد أشد الجنود أدبا وانضباطا وتعاونا مع زملائه وكنت من المحبين له واللذين احترمهم لصفاته الجميله ولذلك قربته مني وكثيرا ماكنت امنحه يوم او يومين زياده على إجازته وكان من عادته عندما يعود من إجازته يحمل معه من خيرات قريته الكثير ليتعشي مع زملائه من ذلك الخير وكنت اراقب ذلك بكثير من الامتنان له لأنه كان يهتم بزملائه الفقراء....
عندما وصلنا إلى خط المهمه النهائيه في حرب ٧٣ واخذنا مواقع دفاعيه كانت حفرته التي يكمن بها هي أفضل حفره في موقع فصيلته من ناحيه مراعاه المقاييس القانونيه لعملها وَمناسبه لطوله فلقد كان طويلا بعض الشيئ..... وكانت السريه تحتل تبه عاليه نسبيا هي تبه الكنتور ٥٠ فهي على ارتفاع ٥٠ متر من سطح الأرض وكانت الأمور الاداريه الميدانيه قد بدأت تستقر نوعا ما فكانت عربه امدانا بالمياه تصل لنا في توقيت محدد وهو الساعه السابعه صباحا وكنت قد اصدرت اوامري بتعين نوبتجيه بين جنود السريه لإحضار المياه من العربه وكان الجنود المعنيين يأخذون جراكن المياه الفارغه ويهبطون من موقع السريه الي حيث تقف عربه المياه أسفل التبه ويملؤها ثم يصعدون بها إلى الموقع وفي يوم ١٦ أكتوبر ٧٣ لم يكن دوره في هذه النوبتجيه لإحضار المياه بل كان الدور على الجندي/ الشحات محمد كامل والذي كان يومها مصابا بدور برد شديد فذهب اليه وابلغه انه سيقوم مكانه بأحضار المياه وفعلا اخذ جركن المياه وهبط الي عربه المياه وملأ الركن وأثناء صعوده حدثت غاره جويه غادره على موقع السريه وكانت هذه الغاره مكونه من طائرتين تحمل كل واحده مستودع من قنابل البلي المحرمه دوليا والقت كل طائره بحمولتها على موقع السريه وكان هو قد وصل إلى منتصف المسافه صاعدا بالجركن وهو يحمله على كتفه وأصيب بأكثر من قنبله واحده منهم فصلت رأسه عن جسده ولعلي شاهدت اكثر مشاهد الحرب دمويه في شخصه فلقد رأيته يسير ثلاثه خطوات وهو بدون رأس ورأسه تتقافز بجانبه ثم وقع ولقى وجهه ربه شهيدا لان الله عز وجل قد اختاره لهذه المنحه وهذا الشرف.....
رحمك الله ياسيدي فلقد كنت شهما مع زميلك وهذه الشهامه قد القى بها الله بداخلك لينفذ قضاؤه ويكرمك به فلك الجنه ولي انا شخصيا كل والاجلال والاحترام لك كما لو كنت حيا..
،،،،،،،،،،،،، انتهت