في البدء كان الصوت، كانت الكلمات تملأ الأجواء،
الأحاديث أمواج متدفقة لا تتوقف،
تُحرك القلب كلما يهدأ، تُشعل الروح إذا بردت.
ثم تدريجيًا، زحف الصمت خفيفًا دون أن يُثير الانتباه،
هادئًا لا ينوي أن يبقى؛ لكنه مكث، تمدّد، استقرّ،
حتى بات جدارًا يحيط بي من كل اتجاه.
لفافات الصمت ثقلٌ يضغط على القلب،
ألمٌ يصعد من الأعماق، إحساسٌ بوجود كلمات؛
لكنها تتلاشى قبل أن تصل إلى الشفاه.
الآن، لا حديث، لا ضجيج، لا صدى،
فقط أنا وصوتي المكبوت بين ضلوعي،
يطرق الصمت دون أن يجد له منفذًا.