لو أن رأسي خالٍ من الهم
لأجدتُ صُنْعَ أشياءٍ لم تكن
ورسمتُ طريقًا لصانع غدر
وصنعتُ منه بيننا إنسان
وأبدعتُ في صنع المحبة
في طرفة عينٍ بين خلاني
وجعلتُ من المنافق الحاقد
مصلح البين وللسلام بنيان
الصمت عندي خير صناعةٍ
لا يعقل ذلك إلا لبيبٌ فطن
الصمت حكمة لذوي الألباب
والعقل ميزانُه قبل اللسان
همي صنعته جراح أيامي
بين ثنايا عمري في الزمان
شربتُ كؤوس الغدر قاطبةً
وسقتهم كؤوسي ودًا وحنان
ترقَّى بخلق الصالحين وارتقِ
بين الناس عن عالم الشيطان
تقنَّع لي بوجوهٍ شتى وتفنَّن
طبع الحرباء لا يُخفيه ألوان
هواكم غصةٌ مغمَسٌ سمّ
بالمرّ والعلقمِ جورُكم سَقاني