"مضى على جلوسي في هذه الغرفة أسبوع بأكمله. لم أتخيل يوما أنه بإمكاني الجلوس في مكان واحد كصنم لمدة مماثلة، لكنني كنت في حاجة ماسه لذلك، العزلة أحيانا مريحة، فترة نقاهة من نفاق وتفاهة العالم، رغم أنني أمقت الغرف المغلقة،الأبواب المغلقة تشعرني باختناق، بكأبة وحزن عميق بدأ يتسلل لقلبي، هاجمتني كل ذكرياتي المؤلمة، رحيل أمي، موت أبي، قسوة أخي، بعاد أختي،خذلان صديقتي، وافتقادك أنت يا من اعتبرتك وطني!. كل يوم انتظر اتصال لن يأتي!، منك أو من أخي أوأختى. أسلي نفسي بالقراءة لكتب تراكمت دون أن ألمسها، أشاهد التلفاز، أحاول أن أكتب،مر عام دون أن أخط حرفا، لعلني أنسي كل هذا الألم لكن هيهات في نهاية كل يوم تسيل دموعي قهرا. لماذا وصلنا لهذا؟!. هل قامت القيامة حقا وفر كل امريء من أخيه وأمه وأبيه وانشغل كل واحد بشأنه؟!. ما كل هذه القسوة؟! كيف وصلنا لكل هذا السوء؟!.
مر أسبوع أخر ، ولا أحد تغير ولن نتغير!؛ اكتشفت أننا متنا، نعم كلنا أموات الأن؟! ماتت قلوبنا وانتحرت مشاعرنا من قسوة الأهل والأحبة؛ وقتها أيقنت أننا نستحق كل هذا وأكثر !