أريد جنة عرضها السماوات والأرض، أنعم بنعيمها، أسمو في سمائها، وأغفو في ظلام أرضها، لا يروقني سلوك أهل الأرض، فالظنية والاحتمالية قد أطاحت بما تبقى لي من مقاومة لضغوط الحياة، أرغب في أن أكون هناك قطعاً ويقيناً، بعيداً عن موبقات البشر وشرور أفعالهم.
لم يعد بي طاقة ارتخائية أُرخي بها عضلات وجهي كي أضحك دون فرح، أو أحزن دون وجع.
الحدود وقفت حائلاً بيني وبين تحقيق ما أرجوه وآمله، والمرآة تواجهني حقاً ولكنها لم تعد صادقة في كشف ملامحي، أرفض وضوحها وشكل مائها وصفاءه تحت زرقة السماء.
قمة ضعفي وسعادتي أشعر بها أمام ضحكة طفل رضيع، البراءة عنوانه، تدمع عيني لنقائه، ويخضع قلبي لبكائه.
لحظات من الصمت والتأمل تجتاج كياني، وخطوات من التفكير تؤرق مضجعي، ولكن يطرق بابي هاجس يطمئن قلبي، وصوت من بعيد يخاطبني قائلاً: "لا تقلق ما دام خالق هذا الكون يسمع أنينك ويرى ضعفك".
كلما حاولت الكتابة تخطر على بالي كثير من الأشياء التي تُرجئ طاقتي وتبعد أفكاري، وتشتت ما أنتوي قوله.
آه يا قلمي!
صوتك لم يعد مسموعاً!
كم أشكو من شح فيضك وبوحك!
هل جف حبرك وتاهت معالم حروفك؟
الحياة تلفظنا ونحن نتشبث بها،
ومراحلها شاهدة علينا بضعفنا وانكساراتنا.
هل هي تهمنا حقا أم نحن الذي نهمها؟!