نخوض معارك وتوقفنا أزمات شتى، وتبعثرنا المواقف السيئة. المعاناة أصبحت سمة العصر الذي نعيشه، ومقومات الحياة أضحت حُلماً بعيد المنال.
نسير والأرض غير ممهدة .. يعوقنا بعض البشر، أصبحت المسؤولية ومن يتحملها مُلقاة جانباً وليست على عاتقهم، تحولت الأمانة إلى استثناء برغم أنها القاعدة، وتبدلت الضمائر طمعاً في كثيرٍ من الأشياء، لم تعد الأخلاق كما كانت، شابتها الشوائب من كل الاتجاهات، الضحكة لم تعد من القلب، وكأنها دخلت حيز التصنيع بمصنع النفاق وتعدد الوجوه، الطيبة فُسِّرت بالضعف، وانعدام الأدب والتفوه بالألفاظ النابية تحول لقوة، ولغة المال هي السائدة.
اختل ميزان الكون، ومال إلى الظلم والفساد والكذب والطغيان. اختنق صوتنا، وتعالت صيحات الصمت، وتفاقم ظلام الليل، ننتظر رحمة من الله، وأن يسعنا بفضله وكرمه، ويمن علينا بقدرته.
ننتظر طلوع الفجر، وشروق الشمس، وبزوغ ضوء القمر
فالضيق قد بلغ مداه، وباب الأمل أوشك على الانتهاء.
أرى من بعيد إلهاً رحيماً يشعر بعباده، ويرفق بهم.
أرى من بعيد أباً يخاطب ابنه ويقول: "أنا معك بكل جوارحي".
أرى من بعيد أماً تشعر بأنين ابنها، وتشتاق إليه، وتفتح ذراعيها لاحتوائه، والتربيت عليه، وتمرر يدها على رأسه، وقلبها يسأل: "ما بك يا بنى؟".
أرى من بعيد طفلاً صغيراً يحبو ويضحك ضحكة بريئة صافية، يقترب من أبيه كي يمسك به، ويضمه بين ضلوعه.
أرى من بعيد زوجة صالحة صابرة لسان حالها يقول: "لا تقلق".
أرى من بعيد أشقاء يتمنون الخير لأخيهم، ويحسون به.
أرى من بعيد صديقاً صادق النوايا، يشارك صديقه آلامه وآماله.
أرى من بعيد بارقة أمل وطاقة نور.
أرى من بعيد شعاع ضوء صغير في عتمة الليل.