ما بين الدهشة والفجأة، وحنين الشوق، وأنين القلب، تتألف روحٌ، يتشكل وجدان، القلم يعاني بحثاً لمعانٍ وأمانٍ، والعقل يصارع تلك النغمات، ألوان اللوحة مسكونة، وحروف الكلمة مرهونة، تبحث عن همسات، أبوابٌ موصدة وقنابل موقوتة، ونفوسٌ تشجب مر الأيام.
أبحث عنه وسط تلك الفوضى العارمة بالمكان، وكأنه سيجارة أتنفس أنفاسها بعد تناول وجبة طعام دسمة، كأنه رشفةٌ من فنجان قهوةٍ صباحية على أنغام صوت فيروز وهي تشدو من ألحان الرحباني، هو مزاجٌ خاصٌ ينقصني، اختفاؤه عن ناظري أصابني بالضيق والغضب جراء بحثي عنه، أشعر به، أحس به يناديني، ويبحث عني مثلما أبحث عنه، حاجزٌ بيني وبينه يحجبني عنه لفترات طويلة، لا أدري ما سر حبي له وابتعادي عنه! شغفي به وقلقي منه.
أوقن تماما أنه يريدني ويريد إخراج مشاعري...
إنه الدفء في جو شديد البرودة...
والنسمة التي تشق جوف الصيف...
إنه النور الذي يزيح ظلام الليل...
كيف له أن يضيع وهو كنزي الثمين؛ وأداتي الوحيدة الصادقة في كشف ما بي من آلام.
والآن وجدته بعد طول معاناةٍ فقد أعياني غيابه.
إنه رفيقي وصديقي الصدوق ومترجم أفراحي وأتراحي.
إنه قلمي الحبيب الذي افتقدته بشدةٍ ثم التقينا وتعانقنا.