هي إحدى قرى مركز ومدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية. تقع على أحد فرعي النيل مباشرةً، وهو فرع دمياط وتحديداً جنوب جامعة المنصورة على بعد ٥٠٠ متر، عدد سكانها الأصليين لا يقل عن ٥٠ ألف نسمة.
الأراضي التي أقيمت عليها جامعة المنصورة كانت من قبل أراضٍ زراعية لفلاحي القرية، ولكن مُلّاكها تنازلوا عنها لإقامة الجامعة في عهد الرئيس الأسبق لمصر/ جمال عبدالناصر أواخر الستينيات من القرن الماضي، لذا فأغلب موظفي الجامعة بمستشفياتها وكلياتها ومراكزها الطبية من رجال ونساء القرية.
فيها أكبر محطة للمياه في دلتا مصر.
القرية فيها كثافة سكانية عالية، نسبة كبيرة من القاطنين بها ليسوا من أهلها، تقريباً أكثر من النصف هم من المنصورة وأجوارها.
في فترة التسعينيات وما بعدها شهدت القرية موجة من السكان الجدد، وبيوتاً قد بُنيت لاستقبال هذا الزحف السكاني، وفي فترة ما بعد اندلاع ثورة ٢٥ يناير عام ٢٠١١ وتنحي الرئيس الأسبق مبارك انخفضت الرقعة الزراعية، وجرى تبوير كثير من الأراضي، وَبُنِيت عليها أبراج شاهقة، وأصبح أغلب سكانها من الأثرياء نتيجة ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات، بسبب قربها من الجامعة وكوبري المنصورة العلوي.
في تلك الآونة -وحتى وقتنا هذا- اتجه الأغلبية من أهلها للعمل في تجارة الأراضي والسمسرة بصورة كبيرة، وكثرت المشاريع المختلفة فيها نظراً للإقبال الكبير من طلبة الجامعة وطالباتها على السكن فيها، حيث أن قيمة الإيجارات السكنية أقل من مدينة المنصورة، ولكن في المقابل الخدمات فيها محدودة نوعاً ما، وذلك لعدم تعاون أهلها بما يصب في صالح أبناء القرية، برغم ثراء كثير من رجالها.
ولد فيها الشيخ/ فتحي الزقرد الرجل الذي كُفَّ بصره وبقيت بصيرته، الرجل النقي صاحب الصوت الجميل العذب في قراءة القرآن الكريم، وأيضا الشيخ/ سيد أبوشوشه البصير الفطن صاحب الفراسة والحافظ لكتاب الله، وفي عالم الرياضة وكرة القدم ولد فيها لاعب المنصورة والمنتخب الأسبق الكابتن/ ياسر الكناني المدرب الآن بالدوري المصري، وأيضاً الكابتن/ السيد فوزي خليل مدرب حراس المرمى، ومن أشهر من ولدوا بالقرية الكاتب الكبير/ عبدالله الطوخي، زوج الكاتبة/ فتحية العسال، وابنتهما الممثلة/ صفاء الطوخي، وأبناؤه/ صلاح الطوخي العاشق للتصوير الفوتوغرافي والمقيم حالياً في هلسنكي بفنلندا، وشريف الطوخي المقيم أيضاً بفنلندا، وشقيقهم الأكبر المرحوم إيهاب الطوخي.
كتب عبدالله الطوخي -رحمة الله عليه- قصة حياته في سيرة ذاتية من عدة أجزاء، صدرت له عن دار المعارف، اسمها (دراما الحب والثورة) تحدث فيها عن نشأته في القرية ومشاهداته، ومواقف كوميدية عايشها ورآها بعينه، وتحدث عن النسيج الاجتماعي بالقرية في تلك الفترة، وعن عائلة الطوخي التي ينتمي إليها، واعتزازه بها.
هذه نبذة عن قريتي الحبيبة، والتي أتمنى أن أراها يوماً ما متميزة ومتفردة كتميز قرية (تفهنا الأشراف) وتفردها، التابعة لمركز ميت غمر، والقرية الأولى في مصر التي تنعدم فيها الأمية والبطالة، نتيجة تكاتف أهلها.