إن الخوف أصبح هو السمة البارزة لعصرنا الحالي، فقد تسلل إلى قلوبنا وانطلق يخيفنا من كل شيء يحيط بنا في كل مناحي الحياة. هو غريزة تولد معنا وترتبط ارتباطاً وثيقاً بكل نوازعنا.
اتخذناه إحساساً فاعلاً يلازمنا في كل تصرفاتنا، ليقينا ويمنحنا الأمن والأمان والاستقرار. أصبحنا نحيا به، ونتخذه عاملاً أساسياً يساعدنا في الحفاظ على أنفسنا، وعلى من هم حولنا.
نخاف لننتبه من أى ظلام يعيق رؤيتنا لإبصار خطواتنا، الجدران حولنا تحيط بنا، وتحتوينا، فمهما تألمنا فهى أماننا وسترنا من العراء خارجها.
هل هذه الجدران بمثابة كهفنا الذي نمكث فيه؟ وكأننا ننتظر رسالة من العالم الآخر تدعونا للاهتمام لما سيحدث، ووجب علينا المتابعة بشغف حقيقي، فالعالم الآخر يرى المشهد بوضوح شديد، وعينه نافذة ناقدة، وفي إطار هذا الكهف الذي نقبع فيه نتحسس الطريق للوصول إلى بصيص من الضوء بالملاحظة والترقب، وأخذ الحيطة والحذر، فالكهف ومن فيه بدوره يعطينا إشارة البدء في البحث والتنقيب.
تتغير ملامحنا، وتتقد أذهاننا، وتصعق أفكارنا، ويأتي العقل موجهاً ومنيراً للطريق.
إذن نحن نخاف لأن في الخوف نجاة.