إن أدوات التجميل-على اختلاف أشكالها وألوانها-صنعها الصناع للضحك على المرأة، وجعلها تنفق المال بسخاء بحثاً عن الجمال، وهى تتوهم أنها تزداد جمالاً وبهاءً وحضوراً،
وهي على العكس من ذلك تزداد قبحاً مع الأيام، فالوجه الذي تعود على وضع البودرة وألوان الطيف من أحمر وأخضر و و و، يصبح أسوأ بعد غسله ببعض الماء، بل إذا جلست إحداهن في بيتها على طبيعتها دون وضع "ميك أب"، تكتشف أنها ليست هي التي تعتاد العين على رؤيتها في العمل والأماكن العامة ليصطدم لسان حالك قائلاً: يا لطيف!
هي تريد أن تبرز حسنها ومفاتنها باهتمامها الزائد بالمساحيق والمكياج، وكل ما يتعلق بعالم التجميل وخطوط الموضة والأزياء وما إلى ذلك، تريد أن تكمل شيئاً ما، عالمها دائماً ينتظر الجديد وكل جديد، منظومة الجمال لديها لم تكتمل بعد، وتسعى جاهدة لإكمالها.
المرأة المبهرة والجميلة حقاً هي التي تتخذ من الطبيعة عنواناً لها في كل شيء، خُلقاً طيباً، وخجلاً وحياءً، وروحاً أخاذة، وعقلاً مستنيراً وواعياً، وقلباً نابضاً ينطق إحساساً، وقواماً متناسقاً لا مترهلاً.
أيتها المرأة!
أنتِ فراشة تطير وتحلق في الهواء بأنوثتها، ورقتها وعذوبتها، وتظلل علينا أجنحتك الرقيقة، وأنفاسك العطرة، وتزهو ألوانك في أعيننا.
فكوني جميلة وبطبيعتك دون تكلف،
ودون الذهاب لمحلات مستحضرات التجميل.