قاعدة بُسطت على الأرض بلونها الطاهر الأبيض، مكثت قليلاً ذات نقاء، وتكالبت عليها الألوان وتمددت، ولأنها دون غطاء لم يعد لها بقاء، وضاع لونها الأبيض في زمرة الألوان، ولكنها، بقيت ما بين أرضٍ وبحرٍ وسماء.
إذن هل عَرفتني حق المعرفة حتى تُصدِر حُكمك علىّ؟ وَتَدَعَ لسانك يمتد أمامك؛ ويسقط منك؛ يلعق الثرى لتلوث به منطوقك في الكلام.
هل عرفتني حتى تُطْلِق العَنان لأذنيك؟ تسمع وتُرَدِّدُ كالببغاء، وتمحو إنسانيتك دون أن تزن ما يُقال بميزانِ العقل، لماذا الكره والتشويه في أمرٍ لا تعرف تفاصيله وأبعاده؟ حقاً للجهلِ عنوان وللحقدِ أركان، مثلك يُخاطب كالمجهول لأنك نكرة، وَوِعاء فِكرك مفقود، الرجولة أن تواجهني، وتحكي أمامي لِتُظْهِر شجاعتك دون أن تحكي في ظَهري، وخوفك وخنوعك يعتريك ويحتويك، فكل إناءٍ بما فيه ينضح، ولكن سيأتي يوم وتعرف فيه مَْن أنا؟ وَمَنْ أنت؟ وإن غداً لناظرهِ قريب.