يفيض خاطري ويبوح عن شجنٍ وأنينٍ، وآمال نفس تقف على المرآةِ تسأل: أيا روح! تتعانق أناتي، وتتوارى سكناتي، وتهتز جنباتي لذاتٍ بها جموح، تعلو أصواتي، وأنفاسي، وتنهيداتي، ويلوح فى الأفقِ طموح، فتمتزج فحواها بعبيرِ وردٍ عطره يفوح، لا النفس هدأت، ولا الروح سكنت، ولا الذات رضيت.
فقد استوقفتني ببراءتها المعهودة وقالت لي: "أكتب عني"، قلت: "ماذا أكتب؟"، قالت: "صِفني واحكِ شأني"،
احترت فيها لأني لم أعد أراها صغيرةً في عيني، لقد نضجت وتغيرت وأصبحت جميلة العقل واللون، حين تسألها لا تسايرها ففي الرأي عميقةٌ دقيقةٌ، رقيقةُ الحس ذواقة للفن، إنها الضحكة الجميلة والنسمة العليلة، زهرةٌ أينعت فأبدعت، روعةٌ للإحساس في لوحة الكون.