هو سيد قراره، يملك من الإرادة والعزيمة ما يجعله يحلق في السماء، كطائر يجوب الكون طولاً وعرضاً، إذا تطلب الأمر حسماً أو حتميةً من نوع ما. لا يبالي ولا يهتم لأمر أحد يخرجه من حياته الخاصة، تذوق كل ما هو جميل، استشعر الجمال في كل شيء، لديه من الحضور ما يكفي لجذب المزيد من العلاقات والصداقات، يضحك، يسهر كثيراً دون حساب، لديه عقلٌ لا يهدأ، هو في بحث دائم عن كل ما يثير فضوله، إذا أدركته السعادة أسعد من هم حوله من المقربين، وإذا آلمه شيء ككل البشر انزوى على نفسه، ولا يُظهر أبداً حزنه وما يؤرقه.
هو حرٌّ جداً، يكره أي قيدٍ أو شرط، الحرية عنده كنسيم الهواء يتنفسها.
لكن دق الجرس، وآن أوان الضبط والربط، وأصبحت حياته بقدر، سطور أوراقه لم تعد مطلقة، لقد اختنقت حروفه وأصابها الزهد، ونال منها إحساسه الخانق تحت شمس
دفئُها حارق.
سطوره امتلأت بتعليمات ذات قوانين صارمة وبمواعيد محددة، لحظة فارقة بحياته اختلف فيها كل شيء، وانقلب الحال رأساً على عقب.
هل من مَخرج لبداية جديدة؟
وهل باستطاعته أن يتسيد قراره مرة أخرى وفق حياة جديدة، بلونٍ جديد وطعم جديد مذاقه حرٌّ لا مر؟