حتى هذه اللحظة كنت أظن أني سيد قراري، أملكه وقتما شئت ومتى أردت، ولكن اتضح لي أني لا أملك أهم قرار في حياتي وهو: (أن أكون سعيداً أو باحثاً عن السعادة).
كيف لي أن أذوق السعادة وأنا عاشق للكتابة!
الكتابة واحتي وراحتي، والكلمة أتنفسها عشقاً.
الكتابة بالنسبة إليّ فرج؛ ومصدر فرح؛ لأنها تنفس عن مكنوني وما بي من آلام، وهي أيضاً تعبير عن مشاهداتي في كل ما يحدث حولي، ولكنها دوماً معاناة.
أنا أكتب إذن أنا أتذكر، أنا أكتب إذن أنا أتألم، أنا أكتب إذن أنا أتأمل.
أين هى السعادة؟ وقراري فيها، وحلمي بالوصول إلى أسبابها وأنا تعانقني الذكريات، وتصاحبني الآلام، وتراودني التأملات.
عليَّ أن أنزع حبي للكتابة لأهنأ وأسعد، عليَّ ألا ألتفت للوراء فالالتفات إلى الماضي وحديث الذكريات لا يفيد، فما فات مات وانتهى.
ولكن هل سأملك القدرة في نزع قلمي رفيقي وقت ضيقي؟
هل أستطيع ذلك؟
لا أعتقد! بل مستحيل حدوثه!
إذن ما الحل بين السعادة والشقاء؟
عليّ أن اختار وبسرعة.
لقد قررت أن أسير في درب المعاناة، لذا فقد اتخذت قراري:
(القراءة والكتابة)، أن أقرأ واكتب، لعلي أكتشف سعادة من نوع آخر.