تدور بي الدائرة، تتشابه الأيام وتتشابه الوجوه، لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، تُشرق الشمس كعادتها ولم تشرق عقولنا بعد! يضئ القمر ليلنا وما زلنا في انتظار نُورِه، إنه لم يأتنا حتى الآن!
وفجأة -ودون مقدمات أو سابق إنذار- تأتي نغمةٌ من بعيد تهمس في أذنينا، ننتبه، ونبصرها، نكتشف ملامحها، تبهرنا بنغمها، ويفوح عطرها في كل حرفٍ تخطه أناملها.
لا أقرأ حروفاً سال حبرها على الورق، بقدر ما أرى قلباً ينبض أمام عيني، كلماتها حياة، وروحها باعثةٌ ناهضةٌ تملأ المكان، تصنع من الألم أملاً، ومن الحب نفحات نورانية.
أتت من هناك لتعلن إشراقتها الجديدة عِوضاً عن الشمس. انسحب القمر بكل تاريخه في السماء، وترك المكان لها خالياً طوعاً لتضيء ليلنا المعتم، نورها ساطعٌ، وحرفها قاطعٌ.
هل هي أبجديات تنهض من جديد في ثوبٍ لُغوىٍّ بديع؟ وتدب فيها الحياة بعد أن غاب صدقها، ما أجمل باقة زهورها التي تختم كل معنى! وما أروع ألحانها وهى تعزف على أوتارِ الكلمات!
يا لها من أيقونةٍ جديدة! جديرة بأن نتمعنها جيداً، ونرى إبداعها يطوف في كل مكان .