"أنا إنسان حروفي خمسة"
أولها: إحساس
وثانيها: نبض
وثالثها: سلوك
ورابعها: أخلاق
وخامسها: نية
يُفترض أن نتصف بالإنسانية، وتكون محوراً رئيسياً للتعامل فيما بيننا، فالدين المعاملة، ونحن لا نملك اختيار أوطاننا مثلما لا نملك اختيار آبائنا وأمهاتنا، فقناعتي الشخصية ألا تعاملني على أساس اللون أو العرق أو العقيدة أو حتى سياسات بلدي، لا تحاسبني عليها فأنا لا أشغل منصباً سيادياً، ولست من صناع القرار حتي تأخذني بذنب لم أقترفه، فمواقف الشعوب تختلف عن مواقف الحكومات والشعوب دائماً وأبداً تتضامن مع بعضها البعض.
تعامل معي لذاتي، ولفعلي، وردة فعلي معك، دع تصرفي وتصرفك هو الناطق الرسمي باسمنا بعيداً عن أى انتماء.
لكن يبدو أن الوعي لم يطرق بابنا بعد، وكلما تقدمنا تأخرنا، وكلما انفتحنا انغلقنا، غربتنا عن أوطاننا ندفع ثمنها، ولها بالطبع ضريبتها، والإنسان منا خير سفير لبلده، بحُسن تصرفه واحترامه للجميع دون تفرقة، فهو خير مرآةٍ وخير واجهةٍ لبلاده.
العالم من حولنا قد تطور وازداد رقياً، ونحن -من نأخذ من الإسلام ديناً ومن اللغة العربية بياناً- نتراجع، لا ارتقاء بسلوكنا، ولا خشية بضمائرنا إلا من رحم ربي.
علينا أن نرتقي، ونبتعد عن أي شائبة تشوب علاقاتنا وتعاملاتنا.
علينا أن نتجرد من كل هذه الخطوط والمنحنيات، لنسير معاً إلى الأمام في إطار من الحب دون الكره، والسلام النفسي دون التعصب والتزمت.
هل من باقة ورد تسر عيني؟ وضحكات تتواصل، ولسان رطب بذكر الله ثم بقول الكلمة الطيبة، أم أن كل ما هو جميل ذهب أدراج الرياح ولاذ بالفرار!