بعيداً عن الاستثناءات، وبنظرةٍ مضيئة للجانب المُشرقِ فيها،
فإنَّ الزوجة تحمل على عاتقها عبئاً كبيراً لا يتحمله الرجل، فهي الأُم المربية، والمعينة لزوجها في وقت ضيقه، وهي سيدة البيت التي تقوم بكل مهامه، فالبيت بالنسبة إليها مملكتها الصغيرة التي تزيدها جمالاً وبهاءً.
وهي المتابِعة لأولادها في كل شيء، وتعرف جيداً متطلباتهم واحتياجاتهِم، وهي التي تقوم من نومها وأحلامها على صراخ وليدها، فتحتضنه وترضعه وتسكته، لِيهنأ رجلها بنومه ويكمله دون إِزعاج.
وهي التي تتحمّل ظروف زوجها، وتصبر معه على كل ما يواجهه من صعوبات في الحياة، يقع فتمد يدها لِيقف من جديد، وإذا ضحكت له الدنيا تشاركه فرحته ونجاحه، وهي التي تغفر له الزَّلَّاتِ والهفوات، وتسامحه على تجاوزاته،
هي رزقٌ كَبِيرٌ من عند الله، ولا يشعر الرجل بقيمتها إلا بفقدها، هي نعمة كبيرةٌ في حياة الرجل!
يقولُ اللهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الرُّومْ: [آية21]
(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَهْ إِنَّ في ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونْ ))
لذلك علينا نحن الأَزواج أن نُقدِّر هذا كله،ونُطَبِّقَ فيها قول رَسُولِ اللهِ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين قال:
( ألَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً فَإِنَّهُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهْ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهْ... ).
لذا
علينا أن نُهَوِّنَ عليها كم الضغوطات المُلقاةِ على عاتقها، وأن نحتويها ونُسمعها الكلمة الطيبة، ونرفق بها، ونحنو عليها ونخاطب فيها عاطفتها.
اللهم بارك لكل رجل رزقه الله زوجةً صالحة، ولو جرب كل رجل منا أَن يعيش دون زوجته لمدة أَيام فقط- لا لشهور وسنوات- سيدرك الفرق حتماً، فنحن الرجال لا نبحث عن الأَجمل، بل نبحث عمن تجعل عَالَمَنَا أَجمل، وهي تحقق ذلك بالفعل، ولكن كثيراً منا لا ينتبه.