نحن ضمن إطار محكم الإغلاق، تحكمه ركائزٌ ثابتةٌ لا يمكن غض الطرف عنها، كل ركيزة عنوانها المصلحة ولغة الأنا، فكوننا نتسم بسلوكيات معينة إيجابية كانت أم سلبية! فهي نتيجة مكتسبة وملموسة وليست موروثة.
وطبيعة علاقاتنا وتعاملاتنا مع الآخرين تحتم علينا أحياناً أن نغير من سلوكنا، وفقاً لما نراه في حدود قناعاتنا، وما تربينا عليه، فالتواؤم والانسجام مع الآخرين -على قدر المستطاع وفيما هو متاح- له أهمية كبرى في التوازن النفسي، ومقوم مهم من مقومات الصحة النفسية، ولتكن القوة ذاتية نحسها وتنبع من ثقتنا بأنفسنا، واعتزازنا بها صدقاً وشعوراً لا تكلفاً أو تصنعاً.
فوزنا يمنحنا نشوة الانتصار، والشعور بلذة المكسب وخسارتنا تمنحنا العزم والإرادة، في أن نبقى على قيد التحدي والمنافسة من جديد.
في كثيرٍ من الأحيان تبقى الحيرة قائمة، فهي تسكن عقولنا، ولكن لم النزاع! وهناك ميلٌ لشيءٍ دون آخر، مهما طغى علينا إحساسنا بالتضاد أو التناقض، فستبقى ولو ذرة ترجح كفة الميزان.
ستظل أيادينا ممدودة دائماً وأبداً بالخير، وأصابعنا مشتعلة نوراً وناراً، ولكن مهلاً وصبراً ورفقاً بنا، لا نريد أن نكون شمعة تحترق من أجل الآخرين، ولكن نريدها شمعة تضئ لنا أولاً لنضئ للآخرين ثانياً.