في ظل التحديات الاقتصادية التي تمر بها المجتمعات العربية، ومع تصاعد وتيرة البطالة بين الشباب، بات البحث عن مصدر دخل سريع هاجسًا يراود الكثيرين. ومع تطور التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكية، ظهر على السطح نوع جديد من الفخاخ الرقمية: ألعاب المراهنات الإلكترونية وتطبيقات الكسب السريع، التي تُروّج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مغرية، وتعد الشباب بتحقيق أرباح كبيرة دون جهد يُذكر.
تعتمد هذه المنصات على استراتيجيات تسويقية دقيقة تستهدف الفئة الأكثر طموحًا ويأسًا في الوقت ذاته. يبدأ الأمر بإعلانات تظهر بشكل عشوائي على الإنترنت، تُظهر شابًا بسيطًا يحقق أرباحًا خيالية خلال دقائق معدودة من خلال تطبيق معين أو لعبة مراهنة. يجذب الإعلان الفضول، ثم يتورط المستخدم بدفع مبالغ رمزية بحجة "فتح المجال للكسب"، ليتحول الأمر تدريجيًا إلى إدمان وخسائر متراكمة.
الخطير في هذه الظاهرة أن بعض هذه التطبيقات تُدار من خارج الحدود، ولا تخضع لأي رقابة قانونية حقيقية، ما يجعل فرص الاحتيال واردة بنسبة عالية. والأخطر، أن بعض الشباب قد ينجرفون وراء هذه الأوهام لدرجة الاستدانة أو حتى بيع ممتلكاتهم الشخصية على أمل "التعويض لاحقًا"، مما يدفعهم نحو دوامة من القلق، والاكتئاب، والانهيار المالي.
المسؤولية في مواجهة هذه الظاهرة لا تقع على الفرد وحده، بل هي مسؤولية مشتركة تشمل الأسرة، والمؤسسات التعليمية، ووسائل الإعلام، والأجهزة الرقابية. من الضروري توعية الشباب بمخاطر هذه التطبيقات، وفضح حقيقتها، وتشجيعهم على العمل والاجتهاد باعتبارهما الطريق الآمن والمثمر للنجاح.
ونصيحتي للشباب ..
لا تصدق أن هناك طريقًا للنجاح مفروشًا بالألعاب أو المراهنات. ما يُبنى على الوهم، ينهار على الحقيقة. ابحث عن شغفك، تعلّم، طوّر من مهاراتك، حتى لو كانت الخطوات بطيئة… فهي ثابتة وآمنة. لا تمنح وقتك ولا أملك لأحد يبيع لك سرابًا على شاشة هاتف. مستقبلك أغلى من أن تضعه على طاولة مراهنة.
دمتم بخير..