بَــيْنَ رَبِيِــــــعٍ وَشِتَــــــاءْ
فَـــصْلٌ أًتَيَ بِلَطَائِفٍ وَعَنَـــاءَ
خَــوَاطِرٌ تُرَاَوِدُنِــيِ كَالْيَنَابِيِعِ
تُسْقَيَ بِهَاَ أَشْيَـــاَءٌ بَعْدَ أَشْيَــاَءْ
بَيْنَ وَطَنٍ عَشِقْتُهُ وَعِشْقٌ تَوَطَّنَ
فِيِ الْقَلْبِ فَاسْتَحَالَ رَبِيِعُ الْعُمْرِ شِتَاءْ
وَعَيْنُ السِنِين حَاَئِرَةٌ بَيْنَ دَمْعٍ أَلِيِمٍ
وَمُـــرِّ هَــجْرٍ وَخُــطُوُبٍ لَهَاَ أَصْدَاَءْ
وَأَشْبَاَحٌ تَتَكَاَلَبُ عَلَيَ شَرَفِ الْمُرُوُءَةِ
وَأَقْنِعَةٌ تَتَهَاَوَيَ كَسَرَاَبٍ فِي صَحْرَاَءْ
وَمَجْلِسٌ ضَجَّ مِنْ زُوُرِ سَاَكِنِهِ وَوَطَنٌ
فِيِ مِحْرِاَبِ الْثَّاَئِرِيِنَ يُصَاَرِعُ الْأَنْوَاَءَ
وَأَنَاَ عَلَي أَعْتَاَبِ الْتَأَرِيِخِ أَطْرُقُ بَاَبِه
أُرَاَفِقُ لَّيْلاً طَوِيِلاً شَاَمِخَاً فِي كِبْرِيَاَءْ
أُلَمْلِمُ أَشْلَاَءَ الْمَجْدِ مِنْ صَمْتِ العَثَرَاَتِ
وَأَسْتَعْذِبُ مِنْ زَهْرَةِ الْعُمْرِ رَحِيِقُ الْشَّقَاَءْ
أَعُوُدُ عَلَيَ رَأْسِ الْزَّمَاَنِ كَسَيْفٍ مُنْهَكٍ
أَسُلُّ قَاَفِيَةً بَتَّاَرَةً كَيْ أَكْتُبَ الْفَصْلَ الْأَخِيِرَ
يَاَ أَيُّهَاَ الإِبْدَاَعُ الْمُكَبَّلُ بِالْبَشَاَعَةِ وَالْأَسَىَ
كَــمْ كُنْتَ فِي الْزَّمَنِ الْمَعِيِبِ صَبُوُرَاَ ؟!
سُلِبَتْ حُــــرُوُفُكَ الْثَّاَئــِرَاَتُ ابْتِــهَاَجَــهَاَ
وَرَجَعْتَ مِنْ بَعْدِ ابْتِهَاَجِكَ للْشُّجُوُنِ أَسِيِرَاَ
كَمْ كَــسَّرَتْكَ مَرَاَسِيِمُ الْقَصْرِ الْلَّعِيِنِ بَشَاَعَةً
مَنْذَاَ يَرَيَ جَبَلَاً بِشُمُوُخِهِ مَكْــسُوُرَاَ ..؟!
يَاَ فَاَرِسَ الْفُرْسَاَنِ الْظَاَلِمِيِنَ كَمْ عِبْرَةٌ
لِخَيْلِكَ الْعَاَبِثَاَتُ بِأَرْضِنَاَ جَهْلَاً وَصَهِيِلَاَ
أَفَلَاَ يَمُدُّ الله عُمْرَكَ سَاَعَةً حَتَّيَ تَرَيَ
عَرِيِنِكَ الْمُحَصَّنِ بَاَتَ مُهَدَّمَاً مَهْجُوُرَاَ
يَاَ مَنْ سَدَدْتَ فِيِ وَجْهِ الْكَرَاَمَةِ مَعْبَرَاً
وَفَتَـحْتَ لِلْأَعْــدَاَءِ مَـدَاَخِــلَاً وَثُــغُوُرَاَ
يَاَ صَاَحِبَ الْضَّرْبَةِ مَاَعَاَدَ نِسْرُكَ لِلْسَّمَاَءِ
مُحَلِّقٌ فَلَقَدْ أَضْحَتْ سَمَاَئُكَ فِيِ الْنَّهَاَرِ غَرِيِرَاَ
يَاَ مَنْ ظَنَنْتَ أَنَّ الْتَاَرِيِخَ يَكْتُبُ عَاَجِزَاً
كَيْفَ يَكْتُبُ الْتَّاَرِيِخُ عَنْكَ بِلَاَ تَفْسِيِرَاَ
أَجِبّْ بِرَبِك .. ! كَيْفَ حَاَلُ الْمُنْقَـــلَبِ الَّذِيِ
كَفَرْتَ بِهِ وَظَنَنتَ الْخُلُــوُدَ طَــــوِيِلَاَ
يَاَ سَيِّدَ الْقَصْرِ الْلَّعِيِنِ أَلَاَ انْتَبِهْ ..!
فَلَقَدْ أَبَيَ الْزَّمَاَنُ أَنْ يَحْكُمَ الصَّغِيِرُ كَبِيِرَاَ
قَدْ مَـــاَتَ قَبْـــلُكَ فِيِ الْنَّـــهَاَرِ زَعِيِمُهَاَ
وَفِيِ ظَلَاَمِ الْلَّيِلِ تَرَيَ نَفْسَ الْمَصِيِرِ سَعِيِرَاَ
هَذَاَ كَأْسٌ لِلْظَّاَلِمِيِنَ مِنْ مَوْرِدِ الْتَأْرِيِخِ
وَلَعْنَةٌ لِمَنْ لَاَ يَفْقَهُوُنَ لِلْتَّأْرَيِخِ حَدِيِثَاَ
محمود صبري