الابداع حق مكفول لكل إنسان إذا ما أمتلك الموهبة التي يهبها الله سبحانه وتعالى إليه ، ومن عليه بألياتها ويسر له طرق ثقلها بالدراسةوالقراءة ،ليقدم فنا أو علما او فكرة راقية ومحترمة ترقى بإحساس البشر و شعورهم وأخلاقهم ،وتضيف للبشرية شئ له قيمة حقيقية من الفهم والتنوير والتنفيس المشروع إذا جاز التعبير.
ومن هذا المنطلق أحب أن أتعرض لبعض المشكلات والتحديات التي تواجهها المرأة المبدعة ، فالأديبات المصريات والعربيات يتعرضن للكثير من التحديات والضغوطات التي يمارسها المجتمع الأدبي أوالمجتمع عامة عليهن.
• فنحن أمام مجتمع يصنف الإنسان ويتعامل معه بناء علي نوعه و ديانته و خلفياته البيئية والاقليمية ،لذا يكون الحكم غير موضوعي بالمرة وهذه التحديات والضغوطات تواجه الرجل والمرأة على حد سواء .
• تسمية الأدب بأدب المرأة أو الأدب النسوي في حد ذاتها تعد تحدي لكل مبدعة فأنا ارفض مثل هذا التقسيم والتصنيف ،فالأدب أدب بمفهومه الواسع وألياته كنتاج للفكر الإنساني ،يتم الحكم عليه تبعا لجودته ،وليس بأي معيار آخر .فالتصنيف في حد ذاته يعد جور وتحزب غير مرغوب فيه .
• كما أن الأعباء المحملة على كاهل المرأة سواء ربة المنزل أو العاملة في إزدياد مستمر خاصة إذا علمنا أن أكثر من نصف عدد نساء مصر يصنف كإمرأة معيلة ،فنجد أن تربية الأبناء اللبنة الاولي للمجتمع الصالح ،والالتزامات الخاصة بالبيت والزوج و(مدي تفهمه لإبداع المراة وحقها فيه )وأعباء العمل و تضييق الخناق علي حركة المرأة ونظرة المجتمع لها يشكل حاجزا بينها وبين حضورها ومشاركتها في المحافل الثقافية والمساهمة الفعالة في الحركة الأدبية ..وكل هذا يشكل عائقا أمام المرأة المبدعة ويضعها في تحدي كبير مع ذاتها لإيجاد الوقت الكافي للقراءة والمتابعة لتزيد من مهاراتها وخبراتها وتطور أسلوبها ولتحجز لنفسها مكانا تحت الشمس .
• ونجد ايضا تعطيل مبدأتكافؤ الفرص والنظر للمرأة على أنها سلعة يتم الحكم عليها من جودة الغلاف والمظهر دون الالتفات لفكرها ونتاجها الثقافي ،يسهم في غبن الكثير من الكاتبات والأديبات اللاتي يستحقن التواجد أكثر من غيرهن .
• وهناك بعض الموضوعات الشائكة التي إذا ما تناولتها المرأة في أعمالها الأدبية تقابل بهجوم قوي ،وتتعرض لمضايقات كثيرة وذلك لأننا في مجتمعات لا تفصل الإبداع عن المبدع وهذا يعد حجرا على الإبداع .
رانيا ثروت